لماذا يفكر الشباب بالهجرة؟

آراء 2021/08/14
...

 محمد صادق جراد
 
بالرغم من كون العراق من الدول النفطية الغنية الا ان فكرة الهجرة من العراق أصبحت فكرة تستهوي الكثير من العراقيين، لاسيما الشباب لأسباب كثيرة، اهمها حالة الإحباط التي يعيشها الشاب العراقي بسبب البطالة وغياب فرص التعيين وسوء الادارة في هذا الملف وسوء الخدمات، لاسيما في قطاع الكهرباء ونحن نعيش في ايام الصيف الساخن جدا، اذ ترتفع درجات الحرارة وترتفع معها اصوات الراغبين بالهجرة خارج البلاد والتفكير بحياة كريمة خالية من هذه المشكلات.
وعندما نتحدث عن الشباب لا بد أن نشير الى حقيقة مهمة للغاية وهي ان الشباب شريحة مهمة في اي مجتمع، بوصفها قوة مجتمعية فاعلة تتميز عن الاخرين، بأنها تمتلك الكثير من الحماس والطاقة، لذلك تكون عصب الحياة وأهم مرتكزات القوة في اي مجتمع والجهة القادرة على تطوير البلدان والمشاركة بصورة كبيرة في عملية التنمية الاجتماعية والثقافية والفكرية في اي مجتمع. وفي العودة الى قضية الهجرة نتساءل هنا. هل حصل الشباب العراقي بصورة خاصة والعربي بصورة عامة على فرصته في بناء المجتمع والدولة؟ هل كان للشباب دور مهم في الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي؟ هل تم وضع ستراتيجيات وخطط لاستيعاب الشباب ضمن خطة تنموية شاملة؟ للاجابة عن هذه التساؤلات لا بد من القول بان من اهم اسباب هجرة الشباب وعدم حصولهم على فرص البقاء في بلدانهم هي المشكلات الاقتصادية، التي تعاني منها بلدانهم وعدم نجاح الدولة في وضع الخطط التنموية الحقيقية وعدم وجود اصلاحات اقتصادية تضع الشباب ضمن اهتماماتها. ومن اجل ان نكون صريحين اكثر فان الفساد المالي والاداري كان احد اسباب الفشل في تحقيق تنمية اقتصادية حقيقية، وأسهم بالتالي في ضياع حقوق الشباب ماجعلهم يهاجرون الى الخارج، بحثا عن تلك الفرص التي لم يحصلوا عليها في بلدانهم بسبب سوء الادارة للموارد المالية والاقتصادية والبشرية 
الهائلة.
وهذا يجعلنا نقول بان الحكومات هي المسؤول الاول عن ضمان حقوق الشباب واستثمار الطاقات الشبابية الهائلة، بما يتناسب مع حجم دورها الفعال في المجتمع والمحافظة عليها والحيلولة دون هجرتها الى دول اخرى .