مؤتمر جوار العراق والتحديات المشتركة

آراء 2021/08/14
...

 د. محمد وليد صالح 
 
قمة بغداد الثلاثية في حزيران 2021 اتسمت ببعدين اقتصادي وسياسي، في مشروع ستراتيجي يجمع بين القاهرة وعمّان وبغداد يسمى بـ«الشام الجديد» وفقاً لما أطلقه السيد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي. 
فبناء المصالح المشتركة بين العراق وجيرانه تناسب منظومة العَلاقات الدولية المتطورة وما تواجهه طبيعة المنطقة في المرحلة المقبلة، يشمل على انهاء حالة القطيعة وتسوية الخلافات لبدء مرحلة جديدة مبينة على التفاهم والتعاون المتبادل في المجالات كافة، والحوار الإقليمي للجوار يعد الحدث الأبرز بحضور زعماء دول الجوار الإقليمي وعدد من الدول الأوروبية أو من يمثلهم في بغداد تلبية لدعوة وجهتها لهم الحكومة عبر فريق مبعوثيها، بوصفه نقطة تحوّل في السياسة الخارجية العراقية وتوسيع مساحة ممارسة العَلاقات العامة الدولية، الهادفة إلى تحقيق قدر من الانسجام الجماعي في ضوء التحولات الجارية، على وفق أدق فهم لثقافات الشعوب المختلفة وعاداتها ولكل رأي عام في أية منطقة جغرافية أو إقليم أو دولة اتجاهات تختلف عن الأقاليم الأخرى، بالتالي فالعَلاقات العامة دولية وليست محلية أو إقليمية محدودة، باعتمادها على أداة تأثير ذات خصوصية 
عالية. 
ان اقبال العراق على هذا النوع من المبادأة، يؤشر الى حجم التحديات السياسية والأمنية التي تواجهها دول المنطقة، سواء أكانت على مستوى عَلاقاتها الثنائية أم على مستوى مجمل التحولات والتأثيرات الإقليمية الآنية والمستقبلية، في ضوء اطار تكاملي لملف الاقتصاد والاستثمار، فضلاً عن ايصال رسالات الحكومة إلى أعضاء المجتمع الدولي بموقف العراق المتوازن في اتفاقياته وتعاملاته لخدمة شعوب المنطقة، بعيداً عن التدخل في شؤونهم ومسائلهم أو تصعيد الصراع والتسبب به، أو حمل السلاح بوجه جيرانه الآخرين وإنما يعمل على تعزيز علاقاته مع محيطه العربي والإقليمي 
والدولي. 
إذ ان الحراك الحكومي الدبلوماسي في هذه المدة كان متميزا هدفه تقريب وجهات النظر بين دول عدة ومنها السعودية وايران من جانب، ومصر وتركيا وقطر من جانب آخر، فتح قنوات حوار لإعادة الأمور إلى نصابها الحقيقي وترطيب أجواء الحديث بين هذه الأطراف، ولاسيما بعد اختتام اجتماعات الحوار الستراتيجي بجولاته المتعددة لرسم شكل العَلاقات بين بغداد وواشنطن، فضلاً عن جهود العراق ومساراته الفاعلة بتقديم ورقته الرابحة في هذا المضمار لبناء ستراتيجيته الوطنية المؤثرة في مستقبل منطقة الشرق الأوسط والعالم، في خضم هذه التحولات الجيوسياسية والإقليمية وأثرها في النظام العالمي.