النسويَّة والتمثيل الصوري والأدبي

ثقافة 2021/08/16
...

 ناجح المعموري 
 
قالت أمل روش: وجدت بأن معنى كلمة صورة أنها تعني صورة بدائية أو نوعية، وهي تمثل في اللاشعور لخبرة إنسانية، وهي راسب أو إبداع ذاكرة، وأثر مختلف نشأ عن تكثيف عمليات متشابهة لا حصر لها... أكثر الصور البدائية الأصلية فورية هي صورة الأم التي نعرفها لا على أنها شخصية أنثوية فردية، بل على أنها الأم أو الوالدة، والصورة الاجتماعية، الانطباع وجداني، يمثل آراء واعتقادات وتحاملات مبلورة يجري تخيل صورها بعمق في الفرد وفي المجتمع ولكن لا مقابل لها موضوعياً يمكن اثباته في واقع الحقيقة... نحن بصدد بيان الفروقات الحاصلة في صورة المرأة في العهود القديمة، حيث كانت تلك الازمنة هي الفترة الذهبية للأنوثة، حيث اتجهت القيم المجتمعية لجهة تقديس
المرأة.
وجدت في الكتاب الموسوعي المهم (صورة المرأة في العصور القديمة) مفتاحاً مركزياً للأفكار التي انشغلت بها منذ زمن لغرض المشاركة بالمؤتمر الخاص بـ (النسوية والميدية)، الذي تعطل بسبب جائحة كورونا، على الرغم من وجود عدد مهم من البحوث والمصادر الخاصة بالنسوية، لكني وبسبب اهتمامي باللحظات المبكرة في تاريخ الحضارة الانسانية، وجدت في هذا الكتاب ما أريد التعامل معه بوصفه مدخلاً، يستدعي مني أن اقدم توصيفاً لآلية التعامل مع
الميديا. 
وكيف حصل الانحراف بسبب المرحلة التاريخية والفروق الواضحة في المفهوم الاجرائي بين الميديا في المفاهيم الكثيرة الاجرائية والتي انتشرت منذ زمن مبكر جداً، وسأحاول لاحقاً الاشارة لذلك مع الفارق الواضح جداً بين آليات التعبير والاعلان والتعريف عن دور المرأة وافتراض مصطلح النسوية، وكيف تحولت الميديا مع تنوع وظائفها الثقافية/ الدينية/ الاجتماعية/ السياسية، ليس هذا فقط، بل صارت (الميديا) احدى القوى الكبرى أو امبريالية الميديا.
اختصرت الترجمة من خلال مقدمتها المركزة الميديا ضمن موضوع (المرأة في العصور القديمة) وذهبت في الصورة بشكل مباشر، تعبيراً عن الآلية التي ابتكرتها العتبة البدئية، وما الذي ابتكرته للاعتماد عليه والتعامل معه بوصفه آلية التنبيه والتذكير والنجاح للافراد والجماعات، التي تحمست للصورة والنقوش والمحفورات على الأشجار والصخور، والجبال وهي شواهد كثيرة، درسها تاريخ الفن في الشرق الادنى.
المثير في ملاحظة أمل، تعاملها مع الصورة بوصفها ذات أصل بدئي، لكنها كافية للتعريف بالثقافة السائدة، إلا انها ليست متماثلة، بل متباينة بسبب تنوع الثقافات الخاصة بالجماعات المتباعدة. واستطاع الفرد المتميز/ الفنان البدئي من التعرف على الكائن اعتماداً على البيئة التي هو فيها. ومثلما قال سارتر: لا أستطيع معرفة نفسي إلا بوساطة المحيط أي الشخصية التي صاغها الفضاء.
والملاحظة الجوهرية وجود تماثلات فنية متباعدة بين جماعة وأخرى، وهذا ما كشفت 
عنه رسوم الكهوف الاوروبية. 
لكن الموضوع المشترك بسبب ما تتطلبه البيئة والتباين بين الكهوف والجبال/ الغابات. وهذا مساهم حيوي في تحفيز الافراد لتطوير الثقافة المحلية المتبلورة تواً والتشارك مع مجاوراتها بنوع من التبادل الثقافي، الذي يتطور تدريجياً ويرسم الحدود بين مجال ثقافي وآخر، فالجماعات النشطة قادرة على تقديم ملامحها بقوة لطاقاتها
وتخيلاتها. 
لكن لا تنكر الملامح المميزة للجماعات الأخرى، حتى البعيدة عن الأولى التي لا تقدم تحققاتها كنموذج فريد ومتميز على ما ظهر للآخر. ان التشارك ملمح مهم وفريد، كاشف عن التماثل والتشارك بين
الجماعات.