عشرة أيام هزت الغرب

آراء 2021/08/24
...

   كاظم الحسن
 
لم يفق حتى اليوم، الغرب من آثار صدمة وكارثة سقوط كابل، بيد طالبان وبسرعة قياسية، اصابت البيت الأبيض بالذهول واحدثت شرخا في حلف الناتو، أحد المسؤولين وصف ماحدث في كابل بأنه أسوأ كارثة تمر على الحلف. هو حدث يمكن النظر اليه من زاوية سوء التقدير والتوقيت، حيث كانت الاستخبارات الاميركية تتوقع سقوط العاصمة في غضون ثلاثة اشهر، لكن ما حدث قلب التوقعات رأسا على عقب واخل بالتوازنات الدولية، وخلق حالة طوارئ انسانية، تمثلت بمحاولة الاجلاء المستعجل سواء للسلك الدبلوماسي او الرعايا الغربيين او اللاجئين الافغان، الذين تقطعت بهم السبل ولم يجدوا، سوى مطار كابل للنجاة بانفسهم من جحيم طالبان. السفير الروسي علق على الوضع وكأنه يتشفى من الغرب بالقول ان افغانستان اصبحت اكثر أمنا من السابق. بعض الخبراء السياسيين وصف الحال او الانسحاب الاميركي بأنه الاكثر مذلة في تاريخ اميركا. وكما وصف صحفي الوضع في افعانستان {ان الذكرى العشرين لـ 11 سبتمبر ذهبت مع الريح في عشرة ايام}. تحاول طالبان تلميع صورتها في الداخل، عبر الاشارة الى قرار العفو عن النظام السابق وبدت تحث الخطى باتجاه مشاركة، بعض رموز النظام السابق في الحكومة المقبلة واعطت ضمانات وتطمينات للنساء، بالعودة الى عملهن والمشاركة في الحكومة وتعهدت بخروج امن للرعايا الغربيين وان طالبان تصف نفسها، بانها تختلف عن السابق وتبقى الكلمات شيئا والتطبيق شيئا اخر. فهناك الكثير من الملفات، التي لم تحسم بعد، مثل علاقتها بالتنظيمات الارهابية الأخرى، مثل القاعدة التي كانت على وفاق معها طوال عقدين، ورفضت طالبان تسليم قادتها الى الولايات المتحدة، بعد احداث 11 سبتمبر ومنهم بن لادن، وكانت هي السبب التي دفعت جورج بوش الى شن حرب على طالبان واسقاطها. وكذلك داعش التي وفرت لها ملاذا آمنا في افغانستان، وعليه فهل يمكن ان تتنكر طالبان لتاريخها وتنخرط في بناء دولة وتتجه للسلام والاستقرار واقامة علاقات طيبة، مع دول الجوار والعالم؟. هذا هو ما سوف يكشفه المستقبل وتتضح الصورة، امام الناظر. اعتقد ان الصدام مع الغرب لن يطول وان حياة الكهوف والوديان وحمل السلاح طوال عقدين من الزمن، سوف تترك آثارها في تفكير وسلوك وسياسة طالبان مهما تحاول لبس الاقنعة وخداع العالم، لأنها بالنهاية سوف تعود الى طبيعتها واصلها والى ماكانت عليه. وان اغراءات السلطة سوف تزول حين تذهب السكرة، بالفوز بالسلطة وتحل بدلا عنها الفكرة.