قرية ايطالية تحاول إنقاذ شجرة قديمة من الحرائق

الصفحة الاخيرة 2021/08/24
...

 غايا بيانيجياني
 ترجمة: خالد قاسم
يحاول فريق من الخبراء بمساعدة السكان المحليين والسلطات إحياء شجرة زيتون قديمة في قرية كولييري والتي حاصرتها حرائق الغابات الكارثية، وتقع هذه القرية الصغيرة في جزيرة سردينيا الايطالية، وتعد الشجرة بالنسبة لهم {الشجرة الأم}.
وصارت شجرة الزيتون هذه طيلة عمرها الذي يتراوح بين 1800 الى 2000 سنة كائنا عملاقا، ويبلغ عرض جذعها أكثر من ثلاثة أمتار، وهي جزء أساسي من المنظر الطبيعي القديم بغرب سردينيا، لكن بعد تدمير مساحة كبيرة من الغطاء النباتي ومزارع واسعة وعدة قرى بسبب أحد أكبر حرائق الغابات منذ عشرات السنين، فقد حان الوقت لنهاية الشجرة العملاقة، بعد احتراق جذعها لمدة يومين.
وصل الحريق الى القرية في نهاية تموز وفقدت 90 % من أشجار الزيتون فيها، وهي المصدر الأساسي للدخل لمعظم سكانها، وجرى إخلاء أكثر من ألف شخص من البلدة الواقعة بين جبل مغطى بالفلين وأشجار البلوط والبحر
المتوسط.
ويبني السكان المحليون والسلطات آمالهم بإنقاذ الشجرة على جيانلويجي باكشيتا أستاذ في جامعة كالياري ومدير حدائقها، اذ يحاول إعادة الشجرة الأم للحياة، وعندما زار الأستاذ باكشيتا الشجرة للمرة الأولى في تموز كانت درجة حرارة التربة 80 % بسبب الحريق.
بدأ باكشيتا وفريقه بسقي التربة لتبريدها ومن ثم حماية الجذع بأقمشة الجوت والتربة بالقش، ومنحت قرية مجاورة خزان ماء للشجرة وبنى سباك محلي نظام ري يسمح للتربة بالاحتفاظ بالرطوبة، وتبرعت شركة إنشاءات محلية بالمعدات وعملت مجانا لبناء هيكل يحمي الجذع من الشمس الحارقة، لاستنساخ دور الأوراق المفقودة، ويجري ري الشجرة كل 10 أيام بأسمدة عضوية على أمل تشجيع جذورها الخارجية على النمو.
ولم يتوقف باكشيتا عند هذه الشجرة بل زار كل بساتين الزيتون القديمة في المنطقة، ووجه المزارعين بكيفية إنقاذ النباتات المتضررة من النيران، ويخطط فريقه مع السلطات المحلية لجمع تبرعات بهدف شراء معدات استعادة بساتين الزيتون وحقولها.
 
{صحيفة نيويورك 
تايمز الأميركية}