الحقد.. نار ودمار

الصفحة الاخيرة 2021/08/24
...

زيد الحلي 
قبل ايام مررتُ بتجربة آلمتني كثيرا، وهي اتساع ظاهرة التسقيط والتشهير بالآخر، لاسيما في الأوساط الثقافية والفنية، من دون مسوغ، سوى الحقد المزروع في دواخل 
البعض. 
وتلك التجربة هي التي جرتني الى كتابة هذه السطور، وتتلخص بأنني اشرتُ قبل ايام الى شخصية ذات تراث ابداعي، فانبرى البعض على عجالة غريبة، ليكتبوا سيلاً من الشتائم والتهم الى تلك الشخصية، وكان اغربها حين ذكر احدهم اسم فنان كبير على انه كان شاهدا على سطو الشخصية التي ذكرتها في اشارتي على اعمال فنية، ونسبها اليه، ما جعلني اهاتف الشخصية المعروفة، فإذا به ينفي نفيا قاطعاً ذلك الادعاء!.  
إن البغضاء والحقد والغيرة العمياء انحراف عن الحقيقة وتحريف لها، وتضليل النفس او الآخر هو الخداع والتحايل، هو الفبركةُ والتلفيق، هو التزييف والتزوير، وهو الادعاء والمغالاة، وهو المراوغة والمواربة، هو بمعظم تجلياته وألوانه جزء من نسيج السلوك {المريض} في الحياة اليومية، وان كان يمكن لبعضه أن يمر من دون أن يترك اثراً، فإن بعضه الآخر يصل شرّه الى مستوى الطعن بالسلوك القويم.  
وصدق {البير كامو} حين قال: ان اكبر معركة يجب أن يخوضها الإنسان هي معركته مع نفسه, معركة ينتصر فيها حب العدالة على شهوة 
الحقد.
للذين اعماهم الحقد، اقول: احذروا أن تخيطوا جراحكم قبل تنظيفها من الداخل، فالحياة قصيرة جدا ولا تستحق الحقد والحسد والبغض، وما من احد يرتكب فعل الحقد، الا اذا تكلم ضد ضميره، والحاقدون خاسرون دائماً لكونهم بلا 
ضمير. 
شخصيا، مستغرب جدا حين ألاحظ أن الحقد اخذ {يتطّور} مع الزمن ليتحول الى فن من فنون الادعاء، فعلينا أن نفهم هذا قبل فوات الأوان، فالحقيقة اكثر بهاء، ففي غمرة الموت تستمر الحياة، وفي غمرة الكذب تستمر الحقيقة، وفي حلول الظلام يستمر الضوء. 
بكلمة: الحياة رحلة جميلة ينبغي الا نهدرها في الحقد 
والخلافات.