البرقع وسوط طالبان

آراء 2021/08/24
...

  سرور العلي 
 
يسود خوف وتوتر بين النساء الأفغانيات بعد عودة حركة طالبان للسيطرة على البلاد، فمشهد عناصرها وهم يقتحمون الشوارع بشعورهم وذقونهم الطويلة، وثيابهم الفضفاضة وبنادقهم، أثار الرعب والفوضى بين السكان، وأكثر ما صدم بهذا المشهد هن النساء.
وسيضطرن كثيرات منهن إلى ارتداء البرقع، ذلك الجلباب الذي يغطي جميع أجزاء الجسم، ولم تظهر سوى أعينهن، وسيتخلن عن مختلف طموحاتهن وأحلامهن في التخلص من الأحكام المجحفة بحقهن، وسلب حقوقهن، إذ تعاني المرأة الأفغانية وعبر سنوات طويلة من اضطهاد وحرمان لأبسط حقوقها في التعليم، والخروج إلى العمل، وتولي مناصب مهمة في الدولة.
وكان الغزو الأميركي قبل انسحابه قد حاول من تعزيز بعض هذه الحقوق، ومنها ممارستهن الرياضة والسفر، وتشكيل برامج لتأهيلهن على الرغم من الرفض والمواجهات من قبل الرجال الأفغان، وعملن العديد من الناشطات على المطالبة بالحرية إلى حد تعرض حياتهن للخطر، والملاحقات المستمرة.
ويحملن الأفغانيات ذكريات بشعة لما تعرضن له من مضايقات، وعنف وتعذيب ورجم وجلد على أيادي عناصر طالبان، فمنهن من ضربت بسوط على وجهها، وأخرى تم حرقها، لتضيع بذلك حقوقهن، ولم تتبق الإ مجموعة من الأوغاد تتحكم في حياة الآخرين، وبمرور الأيام يبدو الوضع بائساً، لا سيما أن أول ماعادوا للسيطرة منعوا الطالبات من الذهاب إلى المدارس والجامعات، ومنع مذيعة من مزاولة عملها، وارجاعها إلى منزلها.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل لم يكن مسموح للنساء بالذهاب إلى مستشفيات يتواجد بها أطباء رجال، وسيكون مصير كل من تخالف تلك القوانين هو الإعدام، أو الجلد بالسياط، كما أن زواج القاصرات كان يتم هناك، وفي المقابل هناك نساء يعملن لصالح طالبان، ويقدمن خدماتهن ويساهمن في نشر مبادئ الحركة في أنحاد البلاد، ودعم المقاتلين. 
والمشكلة الأكبر حين يكون الخطر آتياً من الداخل، إذ من غير المنطقي أن تقوم دولة أخرى بتعزيز الحقوق، ونشر الأمن والسلام الذي من المفترض أن يحققه أبناء البلد الواحد من دون تدخل أطراف خارجية، ولكن تبقى المخاوف تلاحق كل امرأة في تلك الدولة التي حكم عليها بقبضة التعسف والحرمان.