عبد الستار ناصر مدخل غريب إلى قصصه

ثقافة 2021/08/25
...

  باسم عبد الحميد حمودي
 
إذ لا منهج واضح لهذا المدخل سوى ارادة مؤلفه الذي صنع لنا فهرسا خاصا يتعلق بالمجاميع القصصية لعبد الستار ناصر أبتداء من (الرغبة في وقت متأخر) التي صدرت عام 68-69  ثم المجموعة الثانية (فوق الجسد البارد) الصادرة عام 1969،  وانتهاء بمجموعته (السيدة التي دخلت) الصادرة في بيروت عام 2010 قبيل رحيله الى كندا  عام 2013 ووفاته هناك في ذات العام.
يختلف هذا الجهد التوثيقي عن جهد عبد الستار ناصر في اعتماده القصة القصيرة –دون الروايات- عن سواه، وفي ترتيب المادة الوثائقية وتوزيعها على اساس العرض التاريخي أو المضموني.
قسّم المؤلف جهده الى فصلين وملاحق، وقبل الدخول في التفاصيل وضع الحديثي عنوانا ل(أشارة) يرجو فيها القراء أن يأخذوا هذا (المدخل) بكثافته واختصاراته, ومن حقه ذلك، شرط أتباع الأصول الفهرستية المعروفة, لكنه –هنا- يناقش في اسطر قليلة، ومن خارج سياق العمل الأرشيفي الفهرستي المفترض، مقولة عابرة للقاص الراحل يقول فيها(أنا أخطر كاتب قصة) ثم يستدرك قائلا:
(يا ترى أحقا هو الأخطر؟ وأسأل: أين ذهبت خطورة على سبيل المثال لقصص زكريا تامر وقصص يوسف أريس وجليل القيسي ومحمود جنداري وغيرهم؟)
لا ينتظر الحديثي جوابا، بل ينتقل الى القسم الاول من مؤلفه هذا الذي يتكون من جزئين  حافلين بالمقاطع الحياتية.
ولابد لنا هنا من  الأنتباه الى السؤال الأستنكاري الذي طرحه الحديثي حول خطورة عبد الستارناصر القصصية, لنقول أن الأمر لايطرح نقديا بهذه الشاكلة وعلى عجالة, فلسنا في سباق قفز الموانع، وما قاله ناصر يوما وبشكل عابر أو متقصد لا يوضع هنا في بدء أرشيف
 عنه.
في القسم الأول من المدخل الذي يتكون من جزئين، يستعرض الحديثي محطات من حياة القاص الراحل ليقول: إنه ولد في بغداد عام 1947في محلة الطاطران من زوجة والده الرابعة  السيدة حفيظة فارس التي ولدت لزوجها(ناصر جدوع الزوبعي) ابنة اخرى هي (ساجدة)، ونحن نجد أن عبد الستار قد جعل الوالدين في قصصه بطلين لعدة تجارب اشهرها  قصته (الزوبعي )  التي تتتبع الحياة القصصية المفترضة  لناصر جدوع الزوبعي، وهي حياة أختارها القاص لكازانوفا  صنعه  في شخصية  الوالد.
المدخل الذي صنعه حمدي الحديثي  مدخل مضمونيا لا علاقة له بتجربة الفهارس العادية, فهو يتتبع في كل كتابه هذا (حركة) القصة عند الكاتب الراحل و(انتقالها) من مجموعة قصصية الى اخرى /مع تتبع التغيير الذي يتم عند القاص  الراحل في تغيير اسماء مجاميعه القصصية، كما يجد القارىء في فصلي  (المدخل ) متابعات نقدية سريعة لتجارب عبد الستار ناصر في التقطيع الشعري المخلوط بسرد المادة الدرامية مثل ما في شمبارة الميمونة – الكواش،
وسواهما.
وتبدو طريقة أستعراض المجاميع القصصية سريعة لا تقف على أرض  سوى استذكار ارتباط هذه التجربة بالأخر، ودون التأكيد على البنية المضمونية للمجموعة
القصصية.
إن هذا (المدخل) الذي صنعه لنا الحديثي يعد تجربة لا تشابهها تجربة فهرستية اخرى، لتداخل الذكريات بالمادة النقدية السريعة,ل كننا نحصل على فائدة الأطلاع على أراء كاتب عاش لصيقا بحياة وتجربة القاص الراحل عبد الستار
 ناصر.