حين تمشي في بغداد ، ويستضيفك احد طرقهاالمكتظة ، وتجد سيارتك او سيارة الاجرة التي تنقلك ، تجدها تتحرك مسافة نصف متر كل نصف ساعة ، لن يكون امامك سوى ان تتصفح جانبي الطريق ، لا رغبة في التصفح بقدر ما هو هروب من الاختناق المروري ، وهكذا تجد نفسك جوار مساحة مسوّرة بالقطع الكونكريتية، ومرسوم على السور الكونكريتي خارطة تشرح تفاصيل هذا المشروع الذي اجبرك الاختناق المروري على مشاهدته ، فترى التفاصيل من فنادق ومطاعم وحدائق ومتنزهات، كلها مرسومة مع اسم الشركة المنفذة ، فتنسى الاختناق المروري وتنسى ان البصمة الالكترونية بانتظارك ، وتنسى أنك ستعود في نهاية الدوام وتقف هنا لتنفق ساعتين اخريين من عمرك وعمر طموحاتك ؛ كلها تنساها وتستبشر خيرا ، وتنتقل عبر الخيال مباشرة الى العام المؤشر ازاء المشروع وتحاول العيش في بغداد المستقبل .
تبدو الحالة تفاؤلية ، ولتكن كذلك ، فمشروع بسماية كان رسما على جدار كونكريتي قبل ان يصبح منطقة سكنية مميزة ، ومثله عشرات المشاريع التي عرقل انجازها انشغال البلد بالحرب على داعش ، فضلا عن تقصير بعض الجهات المعنية .
لاتقلق عزيزي القارئ الكريم فأنا مازلت في (الازدحام) ومازال لدي ما اقوله وما احلم ان اعيشه او اراه مستقبلا ؛ ولعل من بين ما نحلم به كمواطنين هو اننا نحظى بحل للاختناق المروري الدائم في منطقة الجادرية بدءا من جسر الجادرية حتى اجتياز تقاطع جامعة بغداد ، فهذا الاختناق لاينفع معه أي طريق بديل ، ولن يزول مالم يخصص مجسر فرعي لجامعتي بغداد والنهرين ، وبهذا يتخلص الشارع حتى من ثقل السابلة الذين يعبرون الشارع ويتسببون بتعطيل السير؛ ولعل من المشاريع العظيمة مستشفى يقع في الجهة المقابلة للبياع ، وقد توقف العمل فيه لاسباب يجهلها المواطن ؛ والمشروع بحسب المعلومات المؤشرة ازاءه هو مشفى كبير متطور شرعت ببنائه وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ايام كان السيد علي الاديب وزيرها ، ووصل البناء فيه مرحلة متقدمة ، قبل ان تتبدل الاحوال في البلاد ، ويتعرقل كل شيء ، ومنها هذا المشروع الذي بقي محنطاً بايقاف التنفيذ.
ان اهم مستلزمات الحياة هي السكن والضمان الصحي والتعليم ، وهذه من حقوق المواطن على الدولة، واذا انعشنا هذا المستشفى الضخم سنكون قد وضعنا بصمة في تاريخنا بأننا مررنا من هنا ذات يوم ، ونكون قد وفرنا الجانب الصحي والعلمي معا، لأن المستشفى تعليمي، اما الجانب السكني فمازال مشروع سكني خاص بمنتسبي التعليم العالي (مجمع الأخوة) ، محنطا أيضا، حيث بدأ العمل به ايام السيد علي الاديب ، لكن سرعان مااندثر في طيات التغيير الوزاري .
يتمنى المترقبون ان يعاود المعنيون العمل بالمشروعين لما فيهما من منفعة للبلد والمواطن .