كوفيد ودخان التظاهرات والحرائق

آراء 2021/08/26
...

  محمد شريف أبو ميسم
 
حين وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع آب الحالي، حالة اتساع الحرائق في الغابات التركية بالمؤامرة، وان هذه الحرائق بفعل فاعل يراد بها الاضرار بالمصالح التركية، كانت أغلب العواصم الأوربية تشهد تظاهرات ضد فرض لقاح كورونا، وكانت ثمة تعمية اعلامية يراد بها عدم اتساع فكرة الرفض للقاح، ثم انسحبت الى مناقلة الرأي العام العالمي نحو حدث كبير وخوف من نوع آخر توظفه وسائل الاعلام لابعاد التساؤلات بشأن التظاهرات التي نقلتها مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم اضطرت بعض القنوات الفضائية لنقلها بوصفها اعتراضا على قرارات محلية خاصة بمنع دخول من لا يحمل الشهادة الصحية للمطاعم والنوادي 
الليلية.
حينها تم تجاهل تصريح أردوغان وتعمدت وسائل الاعلام العالمية عدم الخوض في هذا التصريح مع انه مادة خامة خبرية دسمة. ليطغى خبر امتداد الحرائق الى ايطاليا واليونان، على خبر التظاهرات في نابولي التي امتدت الى عموم المدن الايطالية شمالا حتى تورنتو، حيث اتسع شعار "تسقط الدكتاتورية.. لا للشهادة الصحية" التي فرضت على الناس ليكون التطعيم اجباريا، وقبل وصول الحرائق الى اليونان اشتدت التظاهرات التي سرعان ما ظهرت في المدن اليونانية، ثم الفرنسية والبريطانية ودول أخرى في الاتحاد الأوروبي ثم استراليا وبعض الولايات الأمريكية ودول أخرى في أمريكا اللاتينية، وحملت الشعار نفسه {تسقط الدكتاتورية.. لا للشهادة الصحية} حتى وصلت الى الشرق الأوسط وتظاهر الكويتيون مؤخرا ضد فرض اللقاح، بينما شهدت بعض مدن دولة الاحتلال الاسرائيلي تظاهرات مماثلة بهذا الشأن. 
ولكن أمر الحرائق لم يتوقف عند اليونان وايطاليا حيث امتدت لتشمل العديد من دول حوض البحر الأبيض المتوسط بما فيها دول شمال أفريقيا، لتكون مادة خبرية تنشر الخوف وتهيمن على الأخبار وجلسات الحوار. 
في وقت استطاعت فيه الجهات الدولية التي تدير وسائل الاعلام العالمية الأكثر تأثيرا ووسائل التواصل الاجتماعي أن تحجب الرؤية عن تصاعد دخان التظاهرات الرافضة لفرض اللقاح، بالتزامن مع انتشار سلالة الفيروس المتحول {دلتا} وتصاعد الدعوات لفرض اللقاح في دول دون أخرى، على الرغم من أن السلالات الفيروسية الجديدة يمكن أن تقلل من فعالية اللقاحات كما تشير تقارير، وعلى الرغم من فضائح التلقيح المخالف لقواعد التطعيم المعلنة للمقربين من الحكومات كما في الارجنتين، وبعض بلدان شرق آسيا.