كأني

ثقافة 2021/08/31
...

 طه الزرباطي 
 
 
في فَيءِ زَهْرَةٍ 
أسَسَ غَيْمَةً؛
وَطَنَاً..
راحَ يَحْلُمُ..
كَطائرٍ وَجِلٍ أفاقَ..
ضَرَب بِجَناحَيْهِ الهواءَ؛
نَسيَ أنهُ يَحْلُمُ..
أنامَ حُلمَهُ طِفلاً؛
بين يَدَيْهِ...
كانَ مُمْتَلِئاً 
بِرَمادِ آخرِ حَرْبٍ
بِبارودِ آخرِ قُبْلَةٍ..
بِجِراحِ آخرِ نَبيٍّ؛
سَرَقوا نبوَتَهُ..
بِخُيَلاءِ آخِرِ قائدٍ،
نَسِيَ انتِصارَهُ..
في حُفرَةٍ...
لمْ يَنَمْ 
مَخافةَ أن يَحْلُمَ بِك
مَخالبَ ابتِساماتِك
خَشيَتَهُ من كِأسِ شَفَتيك
خَمْرَتُك؛
لمْ تَعُدْ تُسحِرُ قَناديلَ رغبَتِهِ..
كغريبينِ
تَبادَلتُما الأحاجيَ
وغِبتُما عن وعيِّ المَمْنوعِ المُزمِنِ 
بُرهَةً
كَصَدِيقَينِ..
حَلَلْتُما قُيُودَ المَمْنوُعِ
اشتَبكتُما ..
عِشتُما عِشقاً مؤجَلاً ،
كعدوين في حَربٍ غَبيَّةٍ..
في ملجأين مُتقابلين؛
بأرضٍ حَرامٍ!
تَبادلتُما العِناقَ
خارِج مَتنِ الحَربِ!
تَرَكتُما غيْمَةً حُبلى؛
في سَماءِ حَرْبِكُما
أمْطَرَتْ عاشقين
كَنَورَسَين...
أختَرتُما بَحْرا آخَرَ
في لوحَةٍ؛
لِرَسامٍ غَرِقَ،
 في بَحْرٍ رَسَمَهُ؛
لَحظَةَ وَجدٍ!
كذاكِرَةٍ من دونِ حَربٍ..
كشاعِرٍ كَتَبَ قَصِيدَةً من كلمتَينِ؛
كأني أُحِبُكِ..
كُلَّ القُبَلِ التي لَمْ تُنَفَذْ بعْدُ..
منْ ذاكِرة خوذَة مثقوبةٍ؛
في موضِعِ الصّلاةِ
زَرَعتُها في فَيءِ 
رجُلِ الحَرْبِ!
الواقِفِ في الخَرابِ...
الخَرابِ الذي لوّنَ عُمْرَكَ..
يُرَدِّدُ:
كيفَ أُحِبُّكِ من غيرِ شَفَتينِ؟
بِلا ذاكِرةٍ..
أعودُ اليكِ..
لأني كُنْتُ أريدُ 
أنْ أحِبَّكِ يَومَاً؛
إنْ عُدْنا من الحَرْبِ بقلبينِ..