بلا «سلمان داود محمّد»

ثقافة 2021/09/01
...

 عبدالرزاق الربيعي
 
اللافتة التي خطناها
في تأبينك
لم تُخط جرح رئتك النازف
في "وحشة الطريق"
**
الأصوات التي ارتفعت في مأتمك
كانت أعلى من نداءات الاستغاثة
 التي أطلقها السعال
لنجدتك
حين أحجم الهواء الضال
 عن دخول رئتيك
**
القبر الذي حفرناه لك
كان أكبر من سرير بمستشفى 
كثيرا ماحلمت 
أن تريح على صريره 
فقراتك الكليلة
متوسّدا كلمات
معجونة بروائح الديتول
 والدموع
**
الحسرات التي أطلقناها
على غيابك
كانت كافية بمدّ
 أعشاب صدرك الذابلة
 بأوكسجين لانهائي..
**
كلمات الرثاء التي كتبناها عنك
كانت أكثر من حبّات الدواء
التي كانت ستقصّ جناحي
ملك العذاب
قبل أن ينقضّ على (علامتك الفارقة)*
أيّها المدمن على "حبُّ الموسيقى
 وساحة الطيران
فصيلة دمك (باب الشيخ)
وعندك من الشظايا
ما يجعل النهار مرقّطاً"
**
لكنّنا...
تركناك وحيدا
 أيّها النبيل
تصارع الوحش
أما نبلاؤك المفجوعون
فقد عادوا
إلى بيوتهم
منكسرين
بلا مواعيد
ولا قصائد
ولا "سلمان داود محمّد"
___
* اشارة لديوان الراحل سلمان داود محمّد (علامتي الفارقة)  1996والمقطع تحوير لواحد من نصوصه