هراء الواقع

ثقافة 2021/09/02
...

  جبار عودة الخطاط
 
محاولة لاستمطار الغيوم الأرضية لسلمان داود محمد في يوم رحيله
 
(1)
كيف لي إثبات
أنّني لستُ ظلاً لظلي
وأن ظلي ليس هو الأصل
ثم ما مدى أصلية الأصل
هذا الذي تتنازعني جدلية إثباته
من أين استقى أصليته
في خضم كل هذا الهراء
الذي نسميه الواقع
لا بد لي إذن كي ألمس حقيقيتي
أو حقيقتي 
من العثور يوماً
على أناي الثابت
أناي الحقيقي 
الحقيقي مثل الموت
لا المزيّف مثل الحياة
كيف لي مثلا تأكيد
بأنني لستُ انعكاسا لوجه المرآة
لا كما يُخيل لي 
بأنَّ المرآة هي انعكاسٌ 
لوجهٍ أدّعي أنّه وجهي
من يدري
الأرجح أنّني مرآة للمرايا
وأن المرايا ليستْ سوى أشخاصٍ
يرتدون أقنعة من زجاجٍ سحريٍّ
وأنّني ضحية كامرتهم الخفية
وربما يكون ذلك الذي بالمرآة جاسوسا
جنّدته الطبيعة لمراقبتي
ربما جداً
ثم......... 
من بمقدوره الجزم
بأنّ هذا الذي بالمرآة هو أنا
أو لا أقل، التأكيد
بأن الذي بالمرآة
يشبهني فعلاً
أم أن الأمر برمته خدعة فيزيائية 
رسمت بفرشاتها المعجونة
من الضوء والوهم
ملامحَ من وحي أجندتها
أو خيالها
وأقنعتني بأنّها صورتي المفترضة
وأن صورتي هي أنا فعلاً
أنا الدائر في خلّاط
هذا الهراء
الذي نسميه الواقع
الواقع 
الذي يحتاج ألف دليل ودليل
لإثبات واقعيته
 
(2)
مثقلة غيومك الأرضية بالمواويل
المواويل العراقية المضرّجة بالأسئلة 
هي الآن تجيش بما تيسّر لها 
من الضوء
والوجع اللذيذ
لتغسل خيباتنا المسوّرة بالذهول
وتصعد الى السماء.