جلود حرقتها توقيتات كاذبة

ثقافة 2021/09/05
...

  احمد ساجت شريف
 
أنا الآن مثل نزق في رأس صغير
مثل قرار في درج موظف بيروقراطي
مثل دمعة في عين عاشقة تخضع لتحقيق الذكورة!
مثل أم تعجن مع الطحين آلاف الحسرات
ومثل نهر لا سمك فيه ولا كائنات حية.
أجوب عارياً من الصفات
زقاقا أرضيا بامتياز
بحثا عن سماء لا تعاقب ولا تثيب
سماء
تضعك في طوابير الأنبياء والعتالين والشهداء والقديسين
والعاهرات والمجانين وملكات الجمال 
وفاقدي البصر والبصيرة والفلاسفة والمشعوذين ووووو
يقول لك السدنة فيها:
هذا وجهك وهذه هوية أحوالك الجديدة
لا تسافر ولا تحمل الزاد 
ليس هنالك منازل ولا حدود
فقط عليك أن تجتاز تلك البرك البعيدة
تتطهر من كل الأسئلة
وتنجو من الأضواء الفاسدة!
ليس ثمة دفاتر للكتابة
ولا ماء من أجل الري
لا نوافذ لدخول شعاع
ولا شمس لتصبغ جلدك مثل كادح
هنا
فقط
جداول تعميد، رؤوس أكثر حكمة من بلاد
وسلالم
لا تخون..
هذه رحلة تتواتر فيها أحاديث البياض
وتلتمع فيها روح الناسك 
خذ بيد الغربة
والجواب.
الحب الزائف
والسّكينة المرة.
وأكتب
على ناصية النهاية
هذه أدعية جلود حرقتها توقيتات 
كاذبة، قلوب كواها ذعر الكهنة والأجراس.