الغاية لا تبرر الوسيلة

الصفحة الاخيرة 2021/09/05
...

حسب الله يحيى 
 
باتت مقولة ميكافيللي: «الغاية تبرر الوسيلة» مألوفة وتبيح لصاحبها والمؤمن بها أن يتخذ كل السبل المشروعة وغير المشروعة لتحقيق مآربه والوصول الى اهدافه الذاتية، سواء كانت هذه الاهداف نبيلة تخص الفرد او الصالح العام او تضر بالمجتمع عموما وتسيء الى الآخرين.
الا أن كتابا جديدا صدر مؤخرا مترجما الى العربية بعنوان (المثقفون المغالطون ـ الانتصار الاعلامي لخبراء الكذب) تأليف بسكال بونيفاس وترجمة د. عبدالرحمن مزيان؛ يفند مقولة ميكافيللي الواردة اعلاه بالقول : «الغاية لا تبرر الوسيلة اذا كانت القضية شرعية فلماذا يكون من الضروري الكذب لخدمتها؟ أ لأن الجمهور غبي..؟ لكن اذا كان البعض غبيا مؤقتا، فان الاغلبية تعي بسرعة الذي يكذب». 
نعم.. الاسئلة مشروعة، فلماذا يلجأ المرء الى الكذب وهو يعلم ان ما يدعو اليه ويعمل من اجله ويناضل بدأب للوصول الى تحقيقه بشكل حقيقي، صادق ومنطقي ومعقول ومقبول اجتماعيا؟.
الحق يبطل الباطل ومن يتخذ من الكذب والسبل المختلفة للوصول الى مآرب شتى؛ يعرف جيدا ان ادواته كاذبة وسبل الوصول الى ما يريده ملتوية وغير عادلة وغير منصفة، وفي اطارها العام غير واضحة وتتجنب الاشارة او الايماءة الى الحقيقة ولو لم تكن كاذبة لما لجأت الى هذه الطرق الملتوية والاساليب الدنيئة لانجاز مهامها.
ان هذا ما نجده في حياتنا اليومية، مما يتطلب مراجعة ملؤها الصدق بوصفه الصفة الاهم والانبل والاسلم والمنقذة لكل موقف محرج وغير مقبول ولا منطقي من قبل المجتمع ولا من قبل الحق والحقيقة.
نعم.. الغاية النبيلة تتطلب لانجازها سبلا بقدر نبلها، ونتفق معها ونتواءم مع معطياتها، فهل نحن مقبلون على هذا التوجه الاجتماعي والفردي النبيل؟.

 

 نحن معنيون باعتماد السبل الصحيحة للامور الصحيحة كذلك ولا علينا من الاهداف الكاذبة او المنحرفة او غير المقبولة اجتماعيا ومعرفيا وسلوكيا.