كيف تقرأ الرواية؟
ثقافة
2021/09/07
+A
-A
ياسين النصير
القراءة قضم، وهذا ما يجعل الكتاب طعامًا، والقراءة هضم وهذا ما يجعلها مادة للحياة، والقراءة اكتشاف الطريق وهذا ما يجعلها سفرة في العقول، والقراءة فهم للعالم وهذا ما يجعل المقروء عملا فلسفيا، وهكذا نجد القراءة طريقة لفهم العالم.
أحيل القارئ الى الدراسة المهمة التي كتبها الناقد والمترجم الدكتور أمجد حسين ونشر الجزء الاول منها في جريدة المدى، بعنوان قراءة الرواية، ففيها ما يعني اي قارئ يبحث عن الكيفية التي يقرأ بها الرواية، ولن اقتبس منها شيئا فهي نص مكتمل ويقرأ كاملا كما لو ان هذه الدراسة مفاتيح لاقفال الرواية بأنواعها.
وثمة قرارات أخرى، مايكل ريفاتير يقرأ القصيد كما يريد ان يكون ناقدا لها، قراءة استكشافية اولى يستكشف القارئ محتويات القصيدة او الرواية، ثم قراءة استرجاعية للنص يكتشف فيها مرجعيات المقروء، ثم قراءة نقدية تحليلية، وهذا يعني ان اي نص مهما كان يقرأ ثلاث قراءات في الأقل كي يقف القارئ على ما يحتويه.
ولن اتحدث عن القراءات الاخرى، القراءة السريعة والقراءة الأفقية والقراءة العمودية، فقد ارتبطت هذه القراءات بثقافات الشعوب وبطرائق الاستقبال. مهمتنا في هذه العجالة، القول ليست قراءة الرواية إلا اكتشاف لمدينة مجهولة مشيدة بالكلمات.
كتب الدكتور الناقد الدكتور أمجد حسين مقالة بجزأين في جريدة المدى عن «كيف نقرأ؟»، ومن الصعوبة نقل المقالين لانهما سبكتا بوحدة بنائية تجعل كل فقرة فيها امثولة، ولذلك اكتفي بالاشارة إلى هذه المقالة الرائدة في النقد. واقتبس مطلعها « لنبدأ بالأساسيات: هل قراءة الرواية شبيهة بقراءة أي جنس أدبي آخر؟، هل يصح تعميم قراءة رواية على قراءة رواية أخرى؟، هل يصح أن تقاس (الحرب والسلام) بـ (يوليسيس)، أو (مثقفو) سيمون دو بوفوار بـ (دون) شولوخوف (الهادئ)؟ حتى ضمن روايات لورنس نفسه، أمن الجائز أن نستعمل على (الطاووس الأبيض – 1911) وحدة القياس نفسها المستعملة على (عشيق الليدي تشاترلي – 1928)؟ (جريدة المدى ليوم 2 - 5 - 2015، عدد 3352.).