شكر حاجم الصالحي 

 

بادر عدد من الموسرين والمهتمين بالشأن الثقافي الى تأسيس مجالس ثقافية تقدم فعالياتها الاسبوعية والنصف شهرية وحتى الشهرية، وتولى القائمون عليها رعايتها والانفاق على ادامة استمرارها، ولا شك ان هذه المجالس الثقافية حققت حضوراً لافتاً وسعت الى توسيع الحراك الثقافي وصار لها جمهورها المثابر على ترسخيها عبر تقاليد معبرة عن اهتمام اصحابها بما تنتجه من ابداعات في مختلف فروع المعرفة، وبديمومتها سدت فراغاً في حياتنا الراهنة واضافت لنا الكثير من الغنى، وان كانت فعالياتها المنظمة هذه لا تترك اثراً متداولا في ذاكرة الحاضرين، اذ تنتهي فائدتها بانتهاء الوقت المحدد لها والذي لا يتجاوز في اغلب الاحيان الساعتين، فينفض السامرون بعد تناول المرطبات والحلوى والفواكه والتي يقدمها اهل الدار إكراماً وتقديراً لجمهورها، ومنذ اكثر من عشر سنوات أتابع هذه المجالس في مدينتي الحلة وابتهج لإصرار اصحابها على مواصلة حراكها، ولكي تكون مجالسنا الثقافية ذات جدوى وحصيلة أفضل أرى ان يبادر المعنيون بها الى اختراع ادوات اكثر حضوراً ومكوثاً في ذاكرة المدينة وتاريخها من

 خلال:

* سعي اصحاب هذه المجالس الى توثيق فعاليات وبرامجها واصدار خلاصتها في مطبوعات، ولو مرة في كل سنة؛ بغية ارشفتها بما ينفع الناس.

* اقترح على اصحابها (المجالس) عقد لقاءات دورية منتظمة بينهم للتعرف على خطط العمل واساليبه؛ بهدف الارتقاء بمستوى الاداء، كما يمكن اصدار صحيفة نصف شهرية تعنى بنشر نتاجات مرتاديها والتعريف بقدارتهم الابداعية، ويا حبذا لو اهتمت هذه المجالس بالفنون التشكيلية والسينما والمعارض الفنية واستضافة أبرز المتخصصين في فروعها، وتوسيع دائرة فعالياتها وعدم اقتصارها على تقديم القراءات الشعرية التي غالباً ما تكرس لمناسبات بعينها من دون أخرى.

* لا بد أزاء هذا الكم من النشاط المنظم المشاركة في عرض هموم الناس وقضاياهم والعمل على ايصال مطالبهم المشروعة الى جهات المعنية، يا ليتها اقدمت على ارشفة وكتابة تاريخ مدنها وتقديم نبذ موجزة عن عطاءاتهم واصداراتهم؛ لكي يطلع عليها الشباب لتعزيز ما يؤكد غنى هذه المدن الزاخرة بالأسماء الكبيرة...

* وأخيراً.. إن هذه المجالس الثقافية تظل النبع الدائم لإزاحة الجهل واشاعة مفاهيم الجمال، وتوسيع حضورها بما يضيق مساحات التخلف التي تناسلت بفعل العديد من الظروف الضاغطة..

وما هذه السطور إلا دعوة مخلصة غايتها الاسهام بترصين المجالس الثقافية، وتحقيق اهدافها التي تأسست من

اجلها.