ميسانية تتحدى قسوة الظروف بابداعات فنية

الصفحة الاخيرة 2021/09/09
...

 الصباح: عواطف مدلول
 
عرفت المرأة العراقية على مر التاريخ بصلابتها ووقوفها دائما بوجه الصعوبات والمحن من دون انكسار، ونرجس (34 عاماً) من النساء المثابرات في حياتهن وظروفها القاسية جعلت منها مبدعة في مجالات عدة، وتجاوزت مجرد كونها انسانة منتجة تعيل نفسها، لذا تنوعت الاشغال اليدوية التي تقوم بها ما بين لوحات الكولاج والكليم والتطريز والخياطة وكثير من المهارات، وآخر الاعمال التي اتقنتها صواني وتجهيزات شهر محرم بمناسبة واقعة الطف الخالدة، ولم تتوقع أن يكون الاقبال والزخم عليها بهذا المستوى الكبير، اذ لم تتوقف الحجوزات منذ اكثر من شهر.
نرجس غالب من مدينة العمارة محاضرة مجانية(عقد) خريجة تربية اسلامية، علوم القرآن من جامعة اصول الدين تؤكد ان حياتها تغيرت كليا بعد أن قررت أن تعتمد على نفسها وتبدأ من الصفر، من دون أن تخبر او تستشير احدا من افراد اسرتها لانها تعلم جيدا انها  لن تتلقى اي دعم وتشجيع منهم على العكس تماما فقد كانوا دوما يقللون من معنوياتها، فقررت أن تسند نفسها بنفسها وكان اول مشروع انطلقت بتنفيذه هو خياطة (الفرشات) وتم ذلك بمبلغ بسيط جدا بحدود المئة الف دينار، فانشأت صفحة لها بالفيس بوك والانستغرام للترويج عن بضاعتها فيها وخلال اسبوع بدأت الطلبات تنهال عليها. 
 تقول نرجس: كنت سابقا قد اشتركت بدورة خياطة في مركز تدريب ميسان المهني فاستفدت من ذلك، واستثمرت فترة جائحة كورونا التي عطلت كل مفاصل الحياة وكانت بالنسبة لي فرصة العمر وهذا سر نجاحي، لان الناس كانوا لا يستطيعون مغادرة منازلهم الا للضروريات، لا سيما المرأة وربات البيوت بالذات والمعروف عن النساء بطبيعتهن انهن مهما تكن الظروف المحيطة بهن من جميع النواحي، يعشقن التغيير ويـلجأن للتجديد بشكل دائم خصوصا وان كورونا لعبت دورها في بث الشعور بالملل والكآبة، وصارت لدي زبونات يتابعن عملي هذا وتوفقت ماديا به حتى اضحى مصدرا آمنا لرزقي.