التأهيل الانتخابي

فلكلور 2021/09/09
...

   قاسم موزان
 
المهمة الأساس في الوقت الحالي و نحن على مقربة من العد التنازلي لاجراء الانتخابات التشريعية المقبلة للعام 2021 في العاشر من تشرين الثاني، هذه المهمة الوطنية التي دعت اليها التظاهرات السلمية في 2019 المطالبة برأب الصدع في العملية السياسية، ما يتطلب تشجيع الناخب العراقي للتوجه الى صناديق الاقتراع للادلاء بصوته بكل حرية من أجل إحدات تغييرات جوهرية، من خلال اختيار مجلس نيابي يتمتع بقوة قراراته وتشريعاته وتفعيل لجانه الرقابية، وهذا كله تصب في مصلحة الشعب عامة وليس الى مكون دون اخر او الغاء وجوده، لكن ليس بالسهولة بمكان تحديد ملامح ايجابية تعبر عن علاقة جديدة بين الناخب والمرشح، في عتمة التجاذبات والانشطارات السياسية والخلافات المتجذرة او القاء اللوم على جهات التعويق في انجاز المهام الملحة، ويبرئ نفسه وحزبه او كتلته من المسؤولية، متجاوزا المنطق بان العمل مشترك والجميع في دائرة السؤال عن التقصير، هذه الافعال وغيرها، اسهمت جليا في بروز تأثير العامل النفسي في قناعة الناخب بشخصية المرشح، وربما العدول عن المشاركة وهذا ما يسمى {علم النفس الانتخابي}، ما عاد المواطن يعير اهتماما للاعلان الانتخابي للمرشح او صورته او سيرته والحزب الذي ينتمي اليه، وكذلك تحصيله الاكاديمي، الذي لم يعد كافيا، لبلورة قناعة ايجابية للاقبال على صناديق الاقتراع والتصويت لاحداث التغيير، خصوصا في موضوعة الخدمات وتخلفها على نحو مثير للاستغراب والتساؤل عن الاموال الكبيرة، التي صرفت على المشاريع من دون اثر ملموس، بل زادتها سوءا، وما زالت صفقات الفساد المالي تضرب اطنابها بلا حياء في الجسد العراقي المنهك، وذلك بغياب المتابعة الصارمة التي هي من مهام مجلس النواب الرقابية، لوضع اصابع الخلل على الاداء السيئ، ان اختيار المرشح الاكثر استحقاقا للحصول على مقعد نيابي بجدارة، يخضع الى عدة عوامل وابرزها برنامجه الانتخابي، الذي يتمتع بخصوصية متفردة في برنامجه الانتخابي، وان تكون فقراته قابلة للتحقق، وليس برنامجا مستنسخا من برامج اخرى تسودها العمومية والانشائية و{سين الاستقبال}، كيف يمكن تأهيل الناخب سايكولوجيا للقبول بمرشحين جدد، بعد سلسلة تجارب نيابية لم ترتق مجمل اعمالها في مجلس النواب الى نتائج ملموسة، على مستوى الاداء والفعل، وتقع على المرشح اعادة الثقة، بينه وبين الناخب عبر لقاءات مستمرة والاستماع الى ملاحظاته البناءة لتجاوز الاخطاء السابقة، لا نشك ان العاطفة تلعب دورها في اختيار المرشح غير الكفء، لكون الناخب من عشيرته او صديقا له، وهذه {المجاملات الانتخابية} تلحق الضرر الفادح بالعملية النيابية، عند ذاك يبرز مربع مكتمل الاضلاع في صراع الاضداد.