أشيفة قسام 

 ترجمة: ليندا أدور

 

عندما تسافر ناتاليا لوبيز، لزيارة قرية والديها في هوسا ديل كومين، شمالي اسبانيا تصطحب معها أدواتها الأساسية وهي المقص والمشط وماكينة قص الشعر، اذ تقوم بتصفيف شعر والدتها وقص شعر والدها، لكن الأمور لا تقف عند هذا الحد.

تقول لوبيز، مصففة الشعر وتسكن في مقاطعة سرقسطة، بأنها ما أن تتجول في شوارع القرية الصغيرة والمعزولة ذات الـ 69 نسمة ، يبدأ تزايد الطلب عليها، اذ ينتهز الجيران فرصة وجودها لطلب قص شعرهم أو صبغه، ونظرا للمطالبات الصاخبة في المناطق الريفية، أطلق كل من لوبيز وزوجها، أنيكو آباد، وهو الآخر يعمل مصففا للشعر، العام الماضي، خدمة الصالون المتنقل للتعويض عن ندرة وجود محال تصفيف الشعر في القرى الاسبانية، فكانت «حافلة الشعر» التي كبرت لتصبح ثلاثة صالونات متنقلة تجوب وتقطع  قرى منطقة اراغون الشمالية، لتقديم خدمات القص وعلاج وصبغ الشعر لنحو 70 بلدية. يقول آباد: «نتطلع للذهاب الى الأماكن التي تفتقر لمثل هذه الخدمات، ولسنا هنا لننافس أو نأخذ فرصة عمل غيرنا».

بعد استحصال الموافقات من السلطات المحلية، يبدأ الزوجان بسحب الصالون المقطورة، المجهزة بكراس ومرايا ومغسلة للشعر، وبأسعار مناسبة، يبدآن بتلقي الطلبات لتحديد المواعيد للزبائن، الذين نحو 80 بالمئة منهم هم من كبار السن والذين يجدون صعوبة في الوصول الى صالونات موجودة في المدن القريبة، يقول آباد: «إحدى الزبونات أخبرتنا بأنها لم تذهب الى الصالون منذ 15 عاما»، مشيرا الى أن الكثير منهم يلجأ الى الاعتماد على نفسه أو أحد أقاربه لقص شعره. 

يأمل الزوجان بتوسيع رقعة عملهما لخدمة المئات من القرى الاسبانية اذ يصفان عملهما بالقول: «من الممتع أن تكون في مكان مختلف كل يوم، وبعيدا تماما عن الرتابة» بالرغم من أنهما يجدان صعوبة في العثور على أشخاص يرغبون بالعمل معهما، فقد يرفض البعض فكرة السفر المستمر لآلاف الكيلومترات، بينما يقتنع آخرون بفكرة كسب المال من المدن.

الى جانب المال، تمكن الزوجان، أثناء تجوالهما من قرية الى أخرى، من إقامة علاقات جيدة وطيبة مع أهالي القرى التي يزورونها، فالبعض يقدم لهم محاصيل مقطوفة حديثا، بينما يدعوهم آخرون الى الغداء، تقول لوبيز: «وقبل أن نغادر يسألوننا عن موعد زيارتنا المقبلة لهم، وهذا بحد ذاته يخبرنا بالكثير».

 

*صحيفة الغارديان البريطانية