الدور التعبيري للكاميرا

الصفحة الاخيرة 2021/09/13
...

كاظم مرشد السلوم
 
يقول مارسيل مارتن (ان مولد السينما كفن يؤرخ باليوم الذي فكر فيه المخرجون في تحريك آلة التصوير خلال المشهد نفسه، اذ انه تم بذلك اختراع التعبيرات في احجام المناظر).
فحركة الكاميرا قد اسهمت في اغناء المعنى الدلالي للصورة (وهناك ثلاثة انواع لحركة الكاميرا) مثل الترافلنج والتي هي عبارة عن تحرك الكاميرا، بينما تظل الزاوية بين خط محور العدسة واتجاه سير الكاميرا ثابتة ولها عدة معان ودلالات تصب في صالح العمل الفني، وكذلك حركة البانوراما التي هي عبارة عن حركة دائرية من الكاميرا حول محورها العمودي أو الافقي من دون نقل الآلة من مكانها، وتبرر هذه الحركة ضرورة تتبع شخص او عربة في حالة حركة، وحركة الكرين التي هي مزيج غير محدد من حركة الترافلنج والبانوراما وتنفذ بآلة تشبه الآلة الرافعة (الكرين).
 بالإضافة الى حركات الكاميرا تشكل المقاسات المختلفة للقطات اهمية كبيرة للصورة السينمائية، ولكل لقطة منها دلالتها، ويمكن لصانع الفيلم من خلالها ايصال ما يريده من معان للمشاهد، كذلك فان تشكيل الكادر يسهم في تقديم مضمون الصورة بشكل ذي معنى فني وانساني وفلسفي، ففي فيلم {الارض} ليوسف شاهين وفي لقطة كلوس لوجه الفلاح ابو سويلم وهو يملأ الكادر تنساب دمعة من عينه لتصل الى شاربه الذي حلقته الشرطة في المعتقل، وهذا الكادر يوضح مدى الاهانة التي تعرض لها هذا الفلاح والمتمثلة بحلق شاربه الذي هو دليل الرجولة الاقوى في مجتمعه .
وكذلك فان المجرى الصوتي بأكمله وليس الحوار فقط هو احد المرتكزات الأساسية في بنية النص الفيلمي والحوار في النص الفيلمي ليس مجرد كلام نثري أو محادثة وإنما هو تكثيف وتلخيص فني للكلام العادي لأجل تغذية القصة المروية على الشاشة (فالحوار الدرامي ليس حديثاً مسجلاً على صورة منقولة له تماماً للكلام العادي بل انه الكلام الحقيقي بعد الاختيار والترتيب والتحرير لأغراض درامية)، ويعتمد الحوار في توصيل الأفكار والمعلومات الموجودة عند الشخصيات إلى المتلقي، لذا يتحتم على كاتب الحوار في النص الفيلمي العمل على اختيار المفردات المناسبة والاقتصاد فيها وعدم المبالغة والأطناب في اللغة المستخدمة، وهو حوار يختلف عن الحوارات والنصوص الإذاعية والتلفزيونية.
ويقسم المجرى الصوتي إلى أربعة أقسام هي:
1 - الحوار
2 - الموسيقى
3 - المؤثرات الصوتية
4 - الصمت
و(يمكن القول ان الصوت في الفيلم السينمائي يمكن أن يصبح أكثر أدبية من النص الأدبي نفسه نظراً لوجود الصورة ووجود من يستطيع إلقاء النص الأدبي بلغة النص ودلالاته إلى حدودها القصوى).