رجلُ الخريف

ثقافة 2021/09/19
...

  صادق الطريحي
 
سلامًا بلادَ النّخلِ، والمجدِ، والدّما
سلامًا بلادَ اللهِ، والرّسلِ الكرامْ
سلامًا بلادَ النّخلِ..
إنّي المقيمُ في رُبى كربلاءَ..
يعرفُ اللهُ صورَتي
ذبيحًا بأرجاءِ الزّمانِ مُضرّجا
وتعرفني الأحداثُ، لستُ المُداهنا
أنا الحُرّ، لا أعطي القيادَ لمدّعينَ
وما زلتُ مرفوعًا إلى اللهِ في الخريفْ
وما زلتُ عنوانَ العراقِ وأهلهِ.
سلامًا بلادَ الزّيتِ..
إنّي المُبَشّرُ القتيلُ..
وقد داستْ خيولُ الطغاةِ فوق صدري..
وقد داسوا على حقلنا النظيرِ
وما متُّ!!
لكنّ الطغاةَ تشوّهوا
وما زلتُ حيّا تعرفُ النّاسُ صورَتي
جميلًا، عفيفًا، أبيضَ الوجهِ، صادقا
سلامًا بلادَ القمحِ..
هل تعرفينَ أنّني القمحُ..
أنمو في الفصولِ جميعِها
وأمنحُ أرضَ الرّافدينِ مدارَها
وألوانَها الخضراءَ، والموسمَ الجديدْ.
أنا الفلكُ الدّوارُ..
أرفضُ كلّ ظالمٍ،
أرفضُ العيشَ المقيتَ معَ الطّغاةِ
لا أنحني للقاطعينَ المياهَ عن بلادي..
بلادي أنتِ لي..
والفراتُ للجميعِ سيشربونَ..
لا أقطعُ المياهَ حتّى عن الأعداءِ..
إنّي المبشّرُ القتيلُ
وقد ماتَ الطّغاةُ كأنّهمْ
جرادٌ هشيمٌ يابسٌ، غيضَ بأسُهم!!
سلامًا، بلادَ الصّاعدينَ إلى الوطنْ
سلامًا لساعاتِ العراقِ، لشمسهِ
لأطفالهِ الهاتفينَ بصوتهِ 
الموحّدِ:
نحنُ صورةَ الوطنِ القريبْ.
سلامًا لأجسادٍ ظماءٍ بمضجعِ الفراتِ..
سلامًا للنّخيلِ يظللُ الضّريحَ..
بسعفِ المحبّةِ والسّلامْ
سلامًا بلادَ اللهِ، 
إنّ الحُسينَ يجمعُ الصّحبَ..
من أجلِ العراقِ بوقتهِ.