هل نسينا فليح الركابي؟

ثقافة 2021/09/19
...

د. حسين القاصد
عرفته تدريسيا درسني في البكالوريوس في كلية الآداب - جامعة بغداد، وكان أستاذا نبيلا وأخاً نجيباً، وهو قبل كل ذلك وبعده، انسان طيب القلب
يقطر طيبة ونقاء.
كان يحب استاذنا الكبير د. عناد غزوان، وكان استاذنا عناد غزوان يحبه ويقربه؛ حتى أني مازحت الدكتور فليح الركابي وانا الطالب وهو الأستاذ، قلت له: أنا زميلك دكتور، فكلانا استاذنا عناد غزوان، فضحك بتلقائيته المعهودة وطيبته الرائعة، وحين توفي عناد غزوان- رحمه الله- لم تمر ذكرى وفاته في أي عام من دون أن نحيي ذكراه ونلتقي أنا واستاذي د. فليح الركابي، مع محبي عناد غزوان، ودائما تكون استاذتنا الكبيرة نادية العزاوي على رأس قائمة محبي عناد غزوان في
ذكراه.
بعد سقوط النظام الساقط، أصير إلى انتخابات رئيس قسم اللغة العربية فوقع الاختيار على استاذنا الكبير جميل نصيف التكريتي، وبقي منصب عميد الكلية، ثم تم انتخاب عميد للكلية وكان واحدا من أشد السلطويين أيام النظام الساقط، فخرجنا في تظاهرة أمام مكتب العميد نطالبه بالتنحي، وتم لنا ذلك، وصار من حسن حظنا أن وقع الاختيار على
د. فليح الركابي.
شغل د. فليح الركابي منصب عميد كلية الآداب جامعة بغداد، أكثر من ثمانية أعوام وكان بكل نزاهته وتواضعه، يتفق عليه من يحبه ومن يكرهه؛ ولم ينقطع عن الوسط الأدبي ولا عن اتحاد الأدباء، لأنه على دين استاذه عناد غزوان وأستاذ الجميع علي جواد الطاهر بضرورة الانفتاح على الوسط الأدبي وعدم البقاء بين جدران
الصف الجامعي. 
فليح الركابي توفي بصمت وتمر ذكرى وفاته فلا كليته تستذكره ولا اتحاده يحيي ذكراه، وهو الأستاذ الجامعي والناقد والباحث الأكاديمي، والشاعر، وهو الأستاذ والصديق، فهل من مستذكر له يسأل عن تركته الأدبية، أو يحيي ذكراه؟ رحم الله الأستاذ الدكتور فليح الركابي، وحفظ ذكراه في قلوب محبيه.