ما تبقى من {داعش»

آراء 2019/03/01
...

حسين علي الحمداني
العمليات الإرهابية الأخيرة التي شهدها العراق سواء في النخيب أو صلاح الدين تؤكد بما لا يقبل الشك أن لتنظيم"داعش"الإرهابي خلايا غير نائمة قادرة على التحرك بالتوقيت الذي يناسبها من أجل إرسال رسائل أهمها بالتأكيد إنها مازالت موجودة وقادرة على تعكير الأمن هنا وهناك،خاصة في المناطق التي شكلت في السنوات الماضية حواضن لها.وبقي بعض أفراد هذا التنظيم في المناطق إياها بحكم إنهم أبناء هذه المناطق ومن السهولة أن يعيد عدد منهم تفعيل دوره الإرهابي كلما سنحت الفرصة لذلك.
ومع توارد أنباء عن هروب مجاميع من هذا التنظيم الإرهابي من سوريا إلى الأراضي العراقية ورغم الجهد الأمني والعسكري العراقي والضربات الاستباقية التي وجهت لهذه المجاميع والتعاون العراقي السوري في هذا الشأن،إلا إننا نجد أن هنالك مخاطر وإن كانت محدودة يمكن أن يواجهها العراق من جراء هروب عناصر"داعش"للعراق وهم بالتأكيد لن يكونوا مجرد مختبئين في جحورهم بقدر ما إنهم سيكونون عناصر إرهابية بحكم الفكر الذي يحملونه من جهة،ومن جهة ثانية قدرتهم على التخفي حتى يستعيدوا أنفاسهم من أجل التخطيط والتنفيذ لعمليات إرهابية ذات دوافع إعلامية غايتها كما أشرنا إيصال رسائل البقاء لهذا التنظيم على الأقل في نشرات الأخبار وكبريات الصحف العالمية وهذا هدف من أهدافهم في هذه المرحلة.
 وبالتأكيد إن تجربتنا مع القوى الارهابية تمنحنا فرصة قراءة أفكارها بشكل سليم وصحيح وما يمكن أن تقوم به من عمليات إرهابية خاصة مع تحسن الوضع الأمني في عموم العراق وعمليات رفع الحواجز عن الشوارع في العاصمة بغداد وبعض مراكز المدن العراقية،هذا الأمر يدفع الخلايا الإرهابية التي على ما يبدو مازالت موجودة في بعض الأماكن من أن تقوم بعمليات إرهابية محدودة وهذا ما يجعلنا كمتابعين أن نطالب القوات الأمنية سواء الجيش أو الشرطة من القيام بعمليات استباقية على ما تبقى لها من أوكار خاصة في  الشريط الحدودي مع سوريا من أجل منع تدفقهم خاصة بعد هزيمتهم الكبيرة في سوريا، أو داخل الأراضي العراقي خاصة الحدود المشتركة بين محافظات ديالى وكركوك وصلاح الدين خاصة وإن هذه المنطقة تشهد بين الحين والآخر هجمات إرهابية وقصفا على مواقع القوات الأمنية وبعض القرى .وعلينا أن نشير هنا إلى أن ما تبقى من عناصر تنظيم"داعش"الإرهابي هم في أضعف حالاتهم سواء من ناحية التسليح أو المعنويات،مضافا لذلك كله دور أبناء المناطق المحررة في حفظ أمن مناطقهم وعدم السماح لهذا التنظيم وما تبقى من عناصره من العودة لممارسة أعمالهم الإرهابية وأن يكون المواطن هو العين المتقدمة للقوات الأمنية في رصد أية ظاهرة إرهابية،لأن حفظ الأمن والاستقرار ليست مسؤولية القوات الأمنية فقط بل مسؤولية المواطن أيضا وهذه الحالة من شأنها أن تنهي بقايا هذا التنظيم الإرهابي.