نُبُوءة النهر

ثقافة 2021/09/25
...

  كاظم ناصر السعدي 
 
بأصابع روحه
يَتَلمَّس جِراحَ الفرات
مثلما بمنديل حُبّه
يَمسحُ دموعَ نوارسهِ المفجوعة
قمرُ بابل
لم تحجبْه الغيومُ الكثيفة
في سمائه يغسلُ بأضواء الفرح
وجه الليل من أحزانه
يا لهولِ الكارثة
غِيلانُ العصر
تُشعِل النيران في الخارطة
ثعابينُ الأحراش
تَنفثُ السُمَّ في فضاءات الزيتون
وحوشُ الغابة
تَتَسلّل عبر منافذ الخراب
بمخالب حقدها
ترسمُ لوحة البشاعة
من يُنقذ زهرةَ الصباح من حرائق اللعبة
لا رغوة الرياح
لا مثابات الأزمنة
لا هواجس الأمكنة
لا سُلالة الألواح
لا شيء
لا شيء سوى نُبوءة النهر
هي وحدها التي
تُعِيدُ للجسدِ القاحلِ خُصُوبَتُهُ
للروح المكسورة قيامَتها
من نافذة التاريخ
حَمورابي
يُطِلُّ على الخارطة مذهولاً
يُنادي بأعلى صوته
الفرات
الفرات
في حُبِّه ا ل ن ج ا ة
في المنام
رأيتُ قلبي جُوريةً تَتَفتَّح
قنديلاً يضيء
طيراً يُغنّي
مرجاً أخضر
طفلاً يضحك
وفي اليَقظة
رأيتُ قلبي
فراتاً ي ج ر ي