كاظم الطائي

لم تعد الالعاب الرياضية في العالم مكانا خصبا للهوايات الصرفة والتنافس المجاني الذي كان سيد السباقات في العقود المنصرمة بل تحولت الى صور اخرى دخلت في محيطها لغة الاحتراف ودر اصحاب الاموال استثماراتهم في ميادينها وجنوا ارباحا طائلة عبر رعاية البطولات والمنتخبات والافراد فضلا عن حقوق النقل والبث الحصري والاعلانات وغيرها من مفردات حديثة انعشت خزائن الفرق وسلبت الكثير من روحية الامس .

ارتفاع تكاليف اقامة الدورات الاولمبية والقارية والاقليمية وتسابق البلدان المستضيفة لها من اضافة فقرات نوعية تفوق سابقاتها كان من بين العناوين المثيرة لما جرى من احتضان لنسخ جديدة صرفت فيها الاموال الطائلة لكن الارباح المتحققة لها زاد على المتوقع بفضل التقنيات الحديثة ودخول عالم الاحتراف لهذا الميدان من اوسع الابواب .

في العام 2007 لم يجن منتخبنا الوطني اي عوائد مالية من مشاركته في البطولة الاسيوية بكرة القدم ولم يتوصل حينها الاتحاد القاري الى صيغة تفاهم مع جهات راعية او شركات دعاية واعلان وغيرها لتقديم مبالغ مناسبة لاصحاب المراكز المتقدمة في تلك النسخة الا ان الامر تغير في الدورات اللاحقة وعلى سبيل المثال نال بطل الامم الاسيوية في العام 2019 التي اقيمت في الامارات جائزة مقدارها خمسة ملايين دولار وحصد الفريق الياباني وصيف البطولة مبلغ ثلاثة ملايين دولار في حين ظفر الثالث والرابع بمليون دولار لكل منهما .

ولم يكتف الاتحاد الاسيوي بتلك المبالغ بل خص جميع المنتخبات المشاركة وعددها 24 فريقا بهدية غير مسبوقة قوامها 200 الف دولار ورفع الرقم للمنتخبات التي تتأهل لدور اخر ومنح جوائز مالية للحارس الافضل والهداف واللاعب الابرز بفضل ما جناه من عوائد كبيرة لم تكن سائدة بهذا الحجم والنوع في نسخ سابقة .

انه الاحتراف الذي فرض حضوره بقوة في انشطة كثيرة ليس في اللعبة المدللة فقط بل شمل الالعاب الاخرى وترك الباب مفتوحا على اجراءات سيتم تداولها في المستقبل القريب تشمل كل صغيرة وكبيرة وعلينا ألا نغيب عن عالمه المتسارع عبر ايجاد العديد من الخطوات العملية الملائمة لتلك الرغبة .

شكل ونوعية انديتنا ومطابقتها للمعايير والمواصفات العالمية والاسيوية وقدرتها المالية في ادارة شؤونها وتسديد متطلباتها والفكر الاحترافي الاني والمستقبلي في التعامل الامثل مع بنوده من بين الاشياء الاولية المطلوب تنفيذها بدقة لركوب موجة العمل الاحترافي اسوة بتجارب سبقتنا في هذا المجال وعلينا ان نتخطى حواجز تعيق انتقال رياضتنا الى امام اليس كذلك ؟