مشي أزرق

ثقافة 2021/10/02
...

 زهير بردى
 
أين أذهبُ بك؟
حتّى الأرضُ هنا 
لا تصلح قبراً
أين؟
وعدتُ امّي
ولم أجدها تحت أنقاضِ البيت 
أن لا أتركك ابدا 
 فكرّتُ أن
 أذهبْ بك إلى السماء 
وليسَ معي ثمن 
تابوت
أو حبل غسيل
والأرضُ لم يبقَ منها ما يصلحُ لقبر 
كيف أرسلك يا ابن أمّي؟
الى السماء
والضوء قليل
لا
لن أترككَ أبداً
٠٠٠٠٠
دار دور
يا وطن 
لا نملكُ طبشوراً
ولا سبّورة
ولا نملك دار
دار دور
يا وطن
نريدُ داراً واحدة فقط
وليسَ دور
٠٠٠٠٠٠
أهربُ
الدخانُ خلفي أسود
والمنفلق حولي أحمر
وأمامي الأفقُ شظايا زجاج
والعكّازة مكسورة في جيبي
أخرجتُ قصيدة
من تجاعيد أصابعي
فكّكتها
وصنعتُ منها عكّازا
وسرتُ كثيراً
من ركام بئر طري
عارياً بقميص أبيض 
في يدي
وانا أركض 
بمشيٍ أزرق
٠٠٠٠٠٠٠
منذُ مطلع الحبّ 
في سرير ماء
الى منتصفِ الضوء
في مقهى ثلج
أشمّ رائحةَ غيم
في عين امرأة
لم تولدْ بعد