النقد الثقافي رؤية جديدة في اتحاد أدباء ديالى

ثقافة 2021/10/05
...

 ديالى: الصباح 
 
ضمن إطار برنامجه الثقافي المتواصل والمنفتح على كل جديد في الثقافة العراقية استضاف اتحاد الأدباء والكتاب في ديالى الشاعر والناقد الدكتور حسين القاصد في جلسة احتفاء لتوقيع كتابه «النقد الثقافي رؤية جديدة» الصادر حديثا عن مؤسسة دار الصادق
الثقافية. 
الأمسية التي أقيمت عصر يوم الخميس 30 آب الماضي وحضرها جمهور كبير من أدباء ومثقفي محافظة ديالى، أدارها وقدم لها الناقد الدكتور فاضل عبود التميمي الذي بدأ الأمسية بسؤال ما النقد الثقافي؟، محيلا اجابته على المصطلح الانكليزي الذي روّج له أول مرة عام 1964 في جامعة برمنغهام في بريطانيا. 
  ثم أضاف سؤالا آخر: لماذا النقد الثقافي العربي؟، لتكون الإجابة محددة في الاستجابة المنهجية لطبيعة التغيرات التي شهدها الإنتاج الادبي بعد أن انفتح الادب الحديث على الغناء والرقص والموسيقى والنحت والرسم والفلكلور والازياء والمسرح ووسائل الاتصالات فضلا عن الانفتاح على ما هو مهمش في الحياة ومقصي عن التداول، فقد تبين للمتابعين أن الادب لم يعد قادرا على متابعة الحقول إلا من خلال النقد الثقافي الباحث عن الأنساق المضمرة التي تجاوز النص إلى ما وراءه، معولا على الثقافة المحيطة ملتفتا الى العلوم الاجتماعية والتاريخ والفكر والانثروبولوجيا.  
  ثم تطرق الدكتور التميمي إلى الكتابات العربية التي كانت تمارس الفعل الثقافي من دون وعي بالمصطلح كما هي عند علي الوردي وعلي جواد الطاهر وحسين مردان وغيرهم من العراقيين، ثم توقف قليلا عند جهود عبد الله الغذامي الرائدة في الدراسات الثقافية العربية، ثم أخذ الحديث نحو النقاد العراقيين الذي كتبوا في النقد الثقافي: محسن الموسوي، وبشرى موسى صالح، ود. سمير الخليل، وغيرهم ثم وقف مليّا عند جهود د. حسين القاصد في كتبه: الناقد الديني قامعا، والنقد الثقافي ريادة وتنظير، والقصيدة الإعلامية والجريمة الثقافية في العراق. ثم توقف د. فاضل التميمي عند كتاب د. حسين الجديد (النقد الثقافي رؤية جديدة) الذي عدّه إضافة عراقية جديدة لمتن النقد الثقافي سبق أن نوّه عنها الناقد العربي الجزائري د.يوسف وغليسي أستاذ النقد الحديث في جامعة قسنطينة حين عدّ الكتاب إضافة عراقية، وهي حقا إضافة جديدة وقفت عند الصورة الثقافية في الشعر، والصورة اللغوية، والنفسية والفلسفية، وكسر أفق التوقع الثقافي والايقاع ونسق الاتكاء الثقافي، وهي عنوانات جاءت بالشيء الجديد الى المتون الثقافية التي خرجت من عباءة الغذامي. 
 بعد هذا الاستعراض أتيح للناقد د. حسين القاصد أن يلقي قصيدة في الثناء على محافظة ديالى وأهلها، ثم بدأ الحديث عن الكتاب والرد على مداخلات الحضور، ثم وقع الناقد نسخ الحاضرين شاكرا جهود اتحاد الأدباء في ديالى.    من جانبه أوضح نائب رئيس اتحاد أدباء وكتاب ديالى الناقد الدكتور علي متعب «أن برنامج الاتحاد الثقافي يهتم برصد جميع المتغيرات على الساحة الثقافية العراقية ويبحث عن كل ما يصدر للمثقف العراقي ونفذ وينفذ العديد من الاستضافات الادبية للمبدعين من جميع محافظات البلاد وضمن هذا التوجه تأتي استضافة الناقد والشاعر الدكتور حسين القاصد للاحتفاء بكتابه «النقد الثقافي/ رؤية جديدة» لما لهذا الكتاب من اهمية في الحراك الثقافي على المستوى الوطني والعربي والذي يدور حول النقد الثقافي الذي أخذ حيزا واسعا في النقاشات والحوارات والاشتغال النقدي ويعد الدكتور القاصد من المشتغلين في هذا الإطار وبشكل واضح الجدية وواسع التقصي حتى أن الكثير من الإلتماعات الثقافية تظهر جلية في نصوصه الشعرية سواء بالعودة الى الثقافة العربية القديمة والتاريخية او الواقع المعاصر»، من جانبه قال الشاعر منذر عبد الحر «ان جذور النقد الثقافي قديمة كما تؤكد آراء في هذا المجال لكنه طرح بشكل جاد عام 1985 وارتبط بالناقد الاميركي ليتش الذي نشر كتابا تزامن مع سقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه وحرب الخليج الاولى والثانية وغزو الكويت كل هذه الاحداث ارتبطت بظهور النقد الثقافي على المستوى العالمي كمنهج نقدي حديث في التعاطي مع الادب استطاع أن يلم بالظواهر الاجتماعية والثقافية ويرصد تأثيرها على النص الادبي، والدكتور حسين القاصد انطلق في كتابه من رؤية جديدة فحص من خلالها منجز الدكتور عبدالله الغذامي الذي يعد رائد النقد الثقافي العربي وله منجز كبير ومهم في هذا المجال، لكن القاصد يشكل على الغذامي آراءه التي أخذها عن عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي خاصة في كتابه وعاظ السلاطين، ولكنه لم يوظفها بالشكل المطلوب، وهنا لا بد من الاشارة الى أن آراء الدكتور الوردي لم يطرحها في سياق النقد الثقافي إنما كانت تتمحور حول علاقة الاديب بالسلطة». كما أكد الشاعر عبد الحر أنه من المهم تسليط الضوء على كتاب الدكتور القاصد نظرا لمحتواه الذي يتناول قضايا العصر والراهن في ما يتعلق بالنقد والادب، ولا بد من التوسع في دراسة هذا الكتاب وتسليط الضوء عليه بشكل عام، ومن هنا تأتي أهمية مبادرة اتحاد أدباء وكتاب محافظة ديالى الذي عوّدنا على تميّز برنامجه الثقافي على مرِّ السنوات. 
وتحدث الدكتور غنام محمد خضر رئيس اتحاد أدباء صلاح الدين قائلا: «يعد كتاب الناقد الدكتور حسين القاصد اضافة مهمة للمكتبة العراقية والعربية؛ نظرا لما يمثله النقد الثقافي من اهمية في الاوساط الثقافية ولا سيما في الآونة الأخيرة وتعدد الدراسات والبحوث في هذا المجال الذي باتت مساحة اشتغاله في اتساع مستمر»، من جانبه ثمن الناقد والشاعر القاصد دعوة اتحاد أدباء وكتاب ديالى واحتفاءها بكتابه، مشيرا الى أن «للغذامي آراء شخصية أطرها بإطار التساؤلات في مقدمة كتابه، ومنحها شرعية التعميم والشمولية، وهي في حقيقة الأمر نتائج أوهم نفسه قبل القارئ. لقد أسقط الغذامي كل ما قرأه من كتب عالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي على الشعر ليجعله سببا في السلوك الشاذ وسببا في انتشار العيوب الاجتماعية وتفشيها، متناسيا أن الدكتور الوردي كان بصدد أسطورة الأدب الرفيع لا بصدد تحميل الشعر مسؤولية السلوك الاجتماعي الشاذ». ومن الجدير بالذكر أن الدكتور القاصد كان قد أصدر عام 2013 عن دار التجليات في القاهرة كتابه الموسوم (النقد الثقافي ريادة وتنظير وتطبيق – العراق رائدا) وتناول ما وصفه القاصد بسرقات الغذامي والذي عده النقاد الكتاب العراقي الاول في النقد الثقافي، كما صدر له عن منشورات بغداد عاصمة الثقافة عام 2013 كتابه (القصيدة الاعلامية في الشعر العراقي الحديث)، وهو نسق ثقافي اجترحه القاصد، ومن ثم اصدر كتاب (الجريمة الثقافية في العراق وأنساقها المضمرة) والذي يرصد علاقة الشاعر بالسلطة في العراق من عام 1900 الى
عام 1979.