غيمة

ثقافة 2021/10/06
...

 الشاعرة الفرنسية (لويز اكيرمان)
 ترجمة: عدوية الهلالي
 
أنظروا إليَّ !
أنا التي أمرُّ فوق رؤوسكم 
شفافة وخفيفة.. حرَّة في السّماء الصافية 
جناحاي مشرعان، بانتظار هبوب العواصف 
أغوص.. وأسبح في اللازورد
 
 *  *   *
مثل سرابٍ شاردٍ 
ألوّن الفجر.. والمساء 
ومثل مرآةٍ هوائيَّة 
أعكس لدى مروري
 ابتسامات اليوم المتقلّبة.
 
*  *  *
التقي بالشمس.. في نهاية مشوارها 
مستلقية عند الأفق.. الذي أوقد حوافه
ففي خاصرتي الرقيقتين 
يسكن ملك النور 
وينفلت من بين يدي..
وهو يطلق سهامه الذهبية 
 
 *  *  *
وعندما يُلقي القمرُ
الذي يتبعهُ موكبٌ من النجوم 
نظرةً عميقةً على الكون النائم..
أطلق أشرعتي على عجل..
أمام جبهتِهِ الباردة 
أو أرفعها.. الى منتصفها 
 
 *  *  * 
أشنُّ حروبي ..في حقول الأثير 
الموت والدمار... ليسا لعبتي 
البرد هو مسؤوليتي..
وأحمل في أحشائي..
البرق وافعواناته الناريَّة 
 
*  *  *
على الأرض المستنفرة
انسكب.. في مزن 
تضحك الأرض..
فأنا من تمنح الحياة 
في قلب الأراضي المخصبة 
للسنبلة التي تطعم البشر!
 
 *  *  *
حيثما مررت 
يخضر كلّ شيء.. وينمو
 أتدفّق كموجةٍ.. وأجري كنسغ 
واختبئ في ينبوعٍ.. أو  زهرة 
 *  *   *
يلمُّ النهر شتاتي 
يحملني بعيدا.. وأتدفّق 
مثل وريدٍ في قلب القارات العميقة 
على البلدان المنبسطة.. يمتدُّ سماطي 
أو يندفع ممتدا.. عبر الجبال 
 *  *   *
بعد الآن
لا شيء يوقف اندفاعي السريع 
أذعن للتيار.. برغبة مطلقة
وانا أحلّق نحو هدفي مثل سهم كبير سائل 
وانطلق... مثل ذراع غير مرئي 
 *   *   *
أيّها المحيط.. أوه يا والدي!
افتح لي صدرك.. فأنا قادمة 
هاقد استجابت لي توا... موجاتك المضطربة 
وها قد انحسرت موجتي خائفة 
أمام استقبالك المهيب..