الشاعرة الفرنسية (لويز اكيرمان)
ترجمة: عدوية الهلالي
أنظروا إليَّ !
أنا التي أمرُّ فوق رؤوسكم
شفافة وخفيفة.. حرَّة في السّماء الصافية
جناحاي مشرعان، بانتظار هبوب العواصف
أغوص.. وأسبح في اللازورد
* * *
مثل سرابٍ شاردٍ
ألوّن الفجر.. والمساء
ومثل مرآةٍ هوائيَّة
أعكس لدى مروري
ابتسامات اليوم المتقلّبة.
* * *
التقي بالشمس.. في نهاية مشوارها
مستلقية عند الأفق.. الذي أوقد حوافه
ففي خاصرتي الرقيقتين
يسكن ملك النور
وينفلت من بين يدي..
وهو يطلق سهامه الذهبية
* * *
وعندما يُلقي القمرُ
الذي يتبعهُ موكبٌ من النجوم
نظرةً عميقةً على الكون النائم..
أطلق أشرعتي على عجل..
أمام جبهتِهِ الباردة
أو أرفعها.. الى منتصفها
* * *
أشنُّ حروبي ..في حقول الأثير
الموت والدمار... ليسا لعبتي
البرد هو مسؤوليتي..
وأحمل في أحشائي..
البرق وافعواناته الناريَّة
* * *
على الأرض المستنفرة
انسكب.. في مزن
تضحك الأرض..
فأنا من تمنح الحياة
في قلب الأراضي المخصبة
للسنبلة التي تطعم البشر!
* * *
حيثما مررت
يخضر كلّ شيء.. وينمو
أتدفّق كموجةٍ.. وأجري كنسغ
واختبئ في ينبوعٍ.. أو زهرة
* * *
يلمُّ النهر شتاتي
يحملني بعيدا.. وأتدفّق
مثل وريدٍ في قلب القارات العميقة
على البلدان المنبسطة.. يمتدُّ سماطي
أو يندفع ممتدا.. عبر الجبال
* * *
بعد الآن
لا شيء يوقف اندفاعي السريع
أذعن للتيار.. برغبة مطلقة
وانا أحلّق نحو هدفي مثل سهم كبير سائل
وانطلق... مثل ذراع غير مرئي
* * *
أيّها المحيط.. أوه يا والدي!
افتح لي صدرك.. فأنا قادمة
هاقد استجابت لي توا... موجاتك المضطربة
وها قد انحسرت موجتي خائفة
أمام استقبالك المهيب..