بإرادة حرة وواعية.. غداً.. العراقيون على موعد مع اللون البنفسجي

اسرة ومجتمع 2021/10/09
...

  قاسم موزان ورشا عباس 
 
سيتوجه غدا الاحد ملايين الناخبين العراقيين الى صناديق الاقتراع لاختيار مرشحيهم بحرية تامة في الانتخابات التشريعية التي تعد دعامة اساسية لبناء الديمقراطية بمؤسساتها المدنية والتداول السلمي للسلطة وعدم احتكارها لفئة او جهة نافذة ما يتطلب المشاركة الواسعة، ويقع على عاتق الاسرة تأسيس ثقافة ديمقراطية لابنائها من الجنسين وحثهم على التصويت لمجلس نيابي فاعل يتجاوز اخطاء السياسات السابقة ويحقق العدالة الاجتماعية.
ولفت رئيس قسم التاريخ في كلية التربية للبنات بجامعة بغداد د. عبد الله حميد العتابي الى أن انتخابات الغد ستؤسس لمرحلة جديدة في اصلاح العملية السياسية التي انبثقت بعد سقوط النظام السابق في العام 2003 وتقع على الاسرة العراقية مسؤولية تاريخية في حث ابنائها على المشاركة الواسعة فيها لان العزوف عنها سيقوض العملية السياسية وسيعيد انتاج النخبة القديمة التي اخفقت في معالجة الفساد المستشري، واضاف العتابي: ان توعية الاسرة لابنائها بتجنب العزوف عن المشاركة، فالجيل الجديد في مجمله لم يذق ارهاب النظام السابق وظلمه وقسوته، ما يضع الاسرة امام واجب وطني يتمثل بدفع ابنائها وحثهم على المشاركة الفعالة، فصناديق الاقتراع هي الفيصل لاعادة مسار العملية السياسية التي تلكأت في اوقات محددة، لاسيما ان تلك الانتخابات جاءت بضغط شعبي وجماهيري وارادة وطنية فهي المخرج لمشكلات العراق، ولابد من استغلال تلك الفرصة لانتخاب المرشح النزيه المناسب. 
 
إصلاحات 
وقال الناقد والمؤرخ صباح محسن كاظم: ان للأسرة دورا مهما بالمشاركة الانتخابية الواعية، حين تتيقن من المرشح الذي يجب انتخابه والذي يؤمن ببرامج إصلاحية لتجاوز الاخفاقات السابقة بوضوح رؤية المعالم والأهداف، والستراتيجيات، بالطبع رأي المرجعية مؤخرا بفتوى مشاركة الأسرة العراقية باشتراط صحة الاختيار، وعدم تكرار معظم المرشحين من الدورات السابقة، اذ ان المرشح دخل اما عن نفوذ ما، أو شخص قاصر النظر عن إصلاح الواقع السياسي برمته لذلك يعد غير مؤهل لتمثيل شعبنا العراقي، وهناك نخبة من المرشحين الجدد يمثلون صوت المطالبين بحقوق الأسرة العراقية وتعدهم رصيدها، واكد كاظم ان معظم الشعب العراقي يرغب بمرشحين يحملون الحلول لهمومه، لذا نحتاج لنائب يمثل إرادة وطنية وليس فئة حزبية، ليعبر العراق هذه المرحلة التاريخية العصيبة بإرادة حرة وواعية نحو ضفاف الأمن والإعمار والتشريع. 
 
مساواة
في السياق ذاته اوضح الباحث القانوني والقاضي كاظم عبد جاسم، من اجل وصول الكوادر الناجحة والمؤثرة ايجابيا في الحياة الاجتماعية ينبغي أن يكون للأسرة العراقية الدور المهم في حث افرادها على المشاركة في الانتخابات واختيار من تجده قادرا على تحمل المسؤولية في بناء البلد على أن تكون ارادة الناخب داخل الاسرة حرة وغير متأثرة باي ضغط او اكراه مباشر لكي تتحقق في نتيجة الانتخابات الصدقية والثقة، وذلك لأن الاسرة هي اساس المجتمع وتحافظ الدولة على كيانها وقيمها الدينية والاخلاقية و الوطنية، وأن يكون لكل فرد من افراد الاسرة دور في غرس قيم الديمقراطية والمواطنة وحرية التعبير عن رأيه من خلال دوره في التصويت في الانتخابات البرلمانية مع احترام ارادة الاخرين داخل الاسرة وأن يكون هذا الدور ايجابيا وفي اطار ممارسة الحقوق الدستورية والقانونية، اذ ان الدستور العراقي النافذ لعام 2005 قد نص في المادة ( 20 ) منه بان للمواطنين رجالا ونساء حق المشاركة في الشؤون العامة والتمتع بالحقوق السياسية بما فيها حق التصويت والانتخاب والترشيح، لافتا الى أن الانتخاب دعامة اساسية لنظام الحكم الديمقراطي بوصفه وسيلة للمشاركة في تكوين حكومة تستمد وجودها في السلطة واستمراريتها من استنادها الى الارادة الشعبية و يعد الترشيح من الحقوق السياسية المهمة، اذ يتم من خلاله اختيار نواب الشعب.
 
بناء الثقة
من جانبه بين باسل الشرقي ممثل الحملة الوطنية لتعديل المادة (57)، ان المشاركة بالانتخابات مصيرية ومهمة شريطة أن تكون مشاركة واعية الهدف منها تقديم الاصلح لتمثيل الناخبين وفق معطيات حقيقية تخص المرشح الثقة الذي يحمل الصفات المطلوبة بالإضافة الى اشاعة ثقافة جديدة وهي ثقافة العهد بين الناخب والمرشح لتطبيق برنامج انتخابي واضح يصب في خدمة المجتمع.
 
تحقيق السلم الأهلي
اما د. عمر ايوب فعد الانتخابات فلسفة وجودية تبحث عن الضمان الاجتماعي والرؤية المجتمعية التي تحقق السلم الاهلي والمجتمعي لرسم طرق متعددة في التواصل مع الدول المتحضرة، مبينا ان صندوق الاقتراع هو الخيار الوحيد لتغيير اوضاعنا نحو الافضل، داعيا الجماهير الى التوجه نحو التغيير وانتخاب الاشخاص الذين يطمحون الى خدمة بلدهم فوجود الناخبين يعكس للعالم اجمع مدى التحضر والحرية التي يتمتع بها ابناء الشعب العراقي في اختيار من يمثلهم بدون ضغوطات او مصالح شخصية.
 
 نظرة التشاؤم
واستنكرت الاعلامية ريام نعمان من يحرض ويدعو لمقاطعة الانتخابات وهي فرصة جديدة للتغيير حتى وان كانت الفرصة ضعيفة، فلماذا نعطي المساحة لعودة الوجوه السابقة والتغيير بايدينا والاهم أن ننتخب الاصلح بعيدا عن المناطقية والحزبية والمصلحة الشخصية، وترك النظرة التشاؤمية بقدرة الانتخابات، هذه العملية الديمقراطية كانت حلما بعيدا بالنسبة لنا وهذا الحلم تحقق الآن. 
 
ضرر العزوف
وشددت الاعلامية حنين سراب الشريف على التصويت للافضل بعيداً عن العرقية والطائفية، فالاعتبارات القديمة لم تجن ثمارها، واضافت الشريف: العزوف عن المشاركة بالانتخابات هو بمثابة منح الفاسد فرصة فوز مجانية، فبطاقتك الانتخابية هي امانة ابنائك لديك.