شخصيات نسائية مميزة في الأدب الروسي

ثقافة 2021/10/11
...

 فاليريا بايكوفا
 
 ترجمة: شيماء ميران
 
غالبا ما تبرز من بين الحشود بطلات استثنائيات يلهمنَّ ملايين القرّاء بأنوثتهنَّ وبراعتهنَّ وعزمهنَّ.‏ وهنا سنشير الى البعض منهنَّ. على سبيل المثال ليزا في قصة (ليزا المكسينة)، فقد احدثت قصة (بور ‏ليزا) ثورة في الادب الروسي القديم عندما ظهرت للعلن في اوائل تسعينيات القرن الثامن عشر.‏
لقد كسر نيكولاي كارامزين افقا جديدا عندما ارتقى برحلة انتقال فتاة صغيرة من الانحلال الاخلاقي إلى ‏قصة حب مفجعة. وكشف الكاتب سلاحا قويا في تراجيديته، عبر آثار روايته (بور ليزا) بنهايتها المدمرة. ‏وأصبح عنوان شخصية كارامزين رمزا للحب الخالص والحزن العميق والظلم المجتمعي.‏
إذ تدور القصة حول رجل ثري من النبلاء يقع في حب فتاة فلاحة ذات ‏‎17‎‏ ربيعا ويغويها. ما يشير الى ‏بداية النهاية لخطأ محكوم بالفشل. كانت ليزا تحب ايريست برقة وخجل، لكن القاتل الشاب سرعان ما ‏خانها. فقد كان يقامر بعيدا عن ممتلكاته، وتزوج بعروس كبيرة في السن وثرية لإنقاذ وضعه. بالمقابل، ‏ليزا التي لم تتقبل فكرة خسارة حبيبها، أقدمت على الانتحار تاركة مقولة: «تذكر ليزا الفقيرة التي تحبك أكثر ‏من نفسها».‏
والشخصية الثانية تاتيانا لارينا ليوجين أونجين، إذ تعد شخصية تاتيانا التي صورها الكاتب ألكسندر ‏بوشكين في اوبرا يوجين أونجين أحد اهم الشخصيات النسوية الجذابة في الادب الروسي.‏
لقد كانت فتاة قروية متفتحة القلب مليئة بالتوقعات العالية وتأمل بالتضحية بنفسها. وقعت في حب ‏اونجين الاناني. وكما هو الحال غالبا انه طريق الاتجاه الواحد.‏
إلا ان اونجين رفض حبها تحت ذريعة انه لا يريد أن يكوّن عائلة، فتمضي الحياة وتتزوج تاتيانا برجل ‏اخر. لذا عندما أحبها يوجين، كان قد تأخر الوقت، فهي لم تعد عمياء في حبه وفضلت أن تبقى وفية ‏لزوجها ومبادئها الاخلاقية. ومع نهاية الرواية تحولت من فتاة حالمة قروية ساذجة إلى سيدة ناضجة تجسد ‏النعمة والذكاء والكرامة الأرستقراطية.‏
اما شخصية ليوبوف رانفسكايا في مسرحية بستان الكرز، كانت تترأس شريحة طبقة رفيعة على حافة ‏الإفلاس………
لقد هدمت ليوبوف أندريفنا منزلها ودمرت حياتها بتبذيرها. فهي على وشك أن تخسر املاكها، والاهم من ‏ذلك بستان الكرز الذي تملكه. وهذا كان ما يثير للقلق، فقد استمرت بإنفاق المال، ورغم انها حرفيا لم تكن ‏تستطيع تحمل تكاليف معيشتها، وتقول: “اوه ذنوبي، أنا دائما أنفق نقودي كالماء”، لكنها كانت على ‏استعداد لإعطاء آخر قرش تملكه إلى المحتاجين. وهذه هي حقيقتها، مبذرة لكن ذات قلب كبير. وكانت ‏هي مثال في المماطلة والطيش والسذاجة. ‏في حين تتكلم ماتريونا في كتاب (منزل ماتريونا) عن قدرها المأساوي ووحشية الحياة السوفييتية. فقد كانت ‏امرأة قروية كبيرة في السن، قصة قلبها موجعة، كتبها ألكسندر سولجنيتسين بطريقة تستحق سماعها.‏
كان لدى ماتريونا وزوجها ستة اطفال، ماتوا جميعهم بعمر مبكر، وتخلص منها زوجها لأنها كانت ‏مريضة صحيا، مفلسة، ومنكرة لذاتها. تمضي معظم وقتها بالعمل.   ‏
اما شخصية ماريا بولكونسكايا‎ ‎في رواية الحرب والسلام فقد برزت الاميرة ماريا بهذه الرواية من بين ‏الجميع. إذ كانت فتاة وديعة وخجولة، لكنها فورا بدت تشبه صديق قديم لأي شخص.‏ 
لقد عانت من ظلم ابيها الامير نيكولاي بولكونسكي الصارم الذي كان يصعب التعامل معه. ومع ذلك ‏كانت تحب ابيها المسن الغاضب وتحترمه، فكانت كل نوبات غضبه غير المبررة دائما تصب على ‏الاميرة ماريا. وكأنما كان يبحث عن كل ما يؤلمها من اجل ان يشوه قدر الامكان اخلاقها بقسوة.‏
ورغم انها ليست فتاة جميلة، إلا انها كانت تدخل قلوب الجميع. ومن صفاتها القوية صدق مشاعرها ‏وقدرتها الحقيقية على إظهار الرحمة. وكانت لا تحكم على الكتاب من غلافه وعنوانه بسبب تواضعها ‏وصدقها. وتؤكد: «ان القلب الجميل هو أكثر صفة تقدرها في الناس».‏
عن روسيا بيوند