شط ملّا

ثقافة 2021/10/11
...

 عادل الياسري
 
 
شط ملّا ..،
نهر تسبح فيه الأحلام عارية،
إلّا من ضحكات يتناسل فيها الجوع مع اللسعات الليلية 
تنسكب الآهات رسوما صفراء.
الأقدام تمارس العهر مع التراب
الرفقة فرسان يجولون في الشطّ،
ذاك يمسك الدّبّيس في غفلة يلقمه الفم، وهذي ثوبها أجرد،
صيّره الماء لصقا على الرمانتين. 
قدماه بين الخوف والاشتهاء، أصابعه على العشب خوف ارتماس، لكنّ أحلامه حلّقت.
الماء ناغى الذكريات،
رأى الكفّ مصلوبا على الباب، زنبقة تشتهي الروح شمّها، مثلت بين عينيه بلا ثياب، تبادل المرآة صورتها.
فزع في الروح، 
لصّ يلمّ العشب عن جسد البراءة: 
كن حطبي..، 
تنورك خبز، 
أنت مروده المصفرّ من عطش، الطين جسر الى الأشجار، لاتخشى اختصار المسافة، الفنجان تفترّ فيه الطحالب، الأيام ثامنها الظلّ، الظهيرة نهر،
شفّ به الموج عن رخامة بها الليل والنار، لاتنصت لسرّك، بوحها أخرسه عطش أنتما فيه، 
دع المرود يختصر المسافة بين فنجان يستدير به الحليب ورمّانة طعمها عسل. 
لا .. يا أنت لاتمسح الغبار عن العشب، للسمك الذي فيه طعم يشدّك، لكنّ الأوّلين لايرتضون اصطياده في الخفاء. فكّ الأصابع عن بابها.
تعال يا عادل، ما بك؟ 
ألمْ تَرَ العشب من قبل؟ 
هذا حصادك، ذرّه الآن فأنت فارسه الذي يتقن الفلاحة. 
خوار تحسّ بالقدمين، تأرجحت لاتعرف الرأس مابها من شرود لم تعشه في الزمن الأجرد إلّا ممسلّة التعب.
في ارتجاف كانت اليمنى على الأسمنت تقطع خطوة، حيرة في الروح تلعن الانكسار الذي أنت فيه. الكفّ تصفع الجبين، قروية حملتك على انكفاء لن تغفره يوما، ثمّ ثبت من حلم الظهيرة، الرفقة غادروا الشطّ، التي صيّرت الشمس ثوبها أجرد غادرتك، فاءت اليك صفصافة تستظلّ، انبجس الماء عن موجة حيّاتها تداعب
 الأسماك.