مثابرة ومعاندة

ثقافة 2021/10/13
...

 كتابة: ابراهام شانكر
 ترجمة: عبد الصاحب محمد البطيحي
 
سألني أحدهم ذات مرة: ابراهام شانكر، ما الفرق بين المثابرة والمعاندة؟  
قلت: تعني المثابرة أن تواصل عملاً تقوم به، رافضاً التخلي عنه، اما المعاندة فإنها تعني أنك ترفض التخلي عن شيء تقوم بالعمل عليه. ليس هناك إلّا خيط رفيع من الاختلاف بينهما. فالتشبّث بشيء لا نستطيع تغييره هو ما نعنيه بالمثابرة، أما التشبث بشيء نستطيع تغييره فهو ما ندعوه
بالمعاندة. 
نورد هنا مثالاً على ذلك. 
نظر قبطان السفينة، في تلك الليلة المظلمة، ورأى في البعد أضواء خافتة لسفينة مقبلة، رأى أن مواصلتها الإبحار باتجاهها ذلك سيحدث الاصطدام بين السفينتين لا محالة. سارع وطلب من عامل الإشارة أن يرسل رسالة لتلك السفينة:
 
«غيروا اتجاهكم عشر درجات جنوباً» 
سرعان ما ورد الجواب على هيئة رسالة:
«غيروا اتجاهكم عشر درجات شمالاً»
غضب القبطان، إذ تم تجاهل أمره، مما دعاه أن يرسل رسالة ثانية 
«غيروا مساركم عشر درجات جنوباً - أنا القبطان» 
سرعان ما وصلت إليه رسالة أخرى مفادها: «غيروا المسار عشر درجات شمالاً - أنا ملاح من الدرجة الثالثة، جيمس». 
أرسل القبطان رسالة ثالثة وهو يعلم مقدار الخطر المقبل: «غيروا المسار عشر درجات جنوباً - أنا سفينة حربية». 
جاء الرد: «غيروا المسار عشر درجات شمالاً - أنا الفنار».