اعداد: اسرة ومجتمع
تتسم صورة الشخص الأناني بتحديدات لا تنسجم مع فعاليات محيطه، الذي تغيب عنه السلوكيات السلبية وحب الذات، كما يفترض أن يكون الواقع، ويحاول الاناني دائما احتكار الاشياء والمعارف ومصالحه الى نفسه من دون النظر الى فائدة الاخرين، فهو يحاول قدر ما يستطيع أن يصل الى تحقيق مكاسبه وان كانت على حساب تغييب الاخر او التقليل من شأنه، ولا يقبل النقد او الانتقاد لسلوكه ويلجأ للغضب والانفعال المفتعل ويدفعه ذلك الى المغالاة والزهو بذاته، لانه يضع رغباته الشخصية في سلم اولوياته بعيدا عن محيطه الاجتماعي، ويبالغ في انجازاته وان كانت غير صائبة وصعبة التحقق، كل هذه السلوكيات يستحضرها من مكنوناته الداخلية ملتبسة بمشكلات تتعلق بطفولته القلقة التي عانت من الحرمان والعنف ونظرة المجتمع القاصرة له في سنوات عمره الاولى، ولعل المنظومة القيمية السلبية في داخله ترسم له صورا اخرى للتمادي في الانانية والافراط في ممارساته اليومية الى درجة كبيرة، ان الشخصية الايجابية والسعيدة اقل تعرضا للسلوك الاناني، ولعل اخطر ما في تلك الشخصية تسنمها موقعا قياديا, لذلك يفضل ما يطمح اليه ويضع نفسه تحت دائرة الضوء بصرف النظر عن العاملين معه حتى لو استلزم الامر تعرضهم للمخاطر.
اما عن طرق واساليب التعامل مع الشخص الاناني فتتلخص بعدة نقاط جوهرية لاحتواء ازماته النفسية وهي:
1 -عدم الانفعال وفقدان الاعصاب واللجوء الى التحلي بالصبر.
2 - السيطرة على النفس والاخذ بالاسلوب الهادئ عند التعامل مع الشخصية الأنانية، لأنها غالبا تكون شخصية استفزازية.
3 - الإصغاء إلى الشخص الأناني حتى تتعرف على ما يدور في ذهنه من افكار، لكن يجب الحرص على عدم تركه يتمادى في الحديث عن نفسه او ينسج تصورات من خياله وكأنها حقائق قابلة للتحقق.
4 -عدم ترك مساحة له للتحدث في المناسبات العامة او الخاصة حتى لا يتمادى في سلوكه الاناني وهذا لأن الشخص يتحدث عن نفسه كثيرا حتى يلفت الأنظار إليه ويتسبب في الإحراج للآخرين.
والتخلص من الأنانية يتم من خلال التحدث معه و إشراكه في العمل الجماعي والاعمال التطوعية مع اقرانه التي تطوق الانانية بشكل كبير، وايضا عليه أن يعيد النظر في حساباته السابقة ما يعني اعادة اندماجه مجددا في مجتمعه الذي يتطلب توظيف الجهود للوصول الى ما تسعى اليه البشرية في انجاز مهامها الانسانية في احراز التقدم.