سعاد البياتي
سؤال يطرح مع عودة الدوام المدرسي، وقلق الأسر بشأن ما سيكون عليه وما ستؤول اليه نفسيات ابنائها الطلبة وهم يسجلون حضورا فاعلا في هذا العام، فالعديد منهم استبشر خيرا، بأن الدوام سيكون انقاذا لهم من التراخي والاهمال وعدم الاهتمام الذي عانى منه الابناء خلال العامين المنصرمين، حينما حل الوباء واوقف اغلب الفعاليات الاجتماعية والتربوية.
وفي هذا العام ارتفع منسوب التحليلات بين من يعتقد بأنه سيلحق الأعوام الأخيرة في تناوبه بين الدوام الحضوري والالكتروني، وبين من يعتقد أنه سيكون هناك دوام كامل، وبين هذه الاعتقادات يستمر ذلك التجهيز لاستقبال العام الدراسي من قبل الإدارات والاسر.
هذا التجهيز الذي يعطي دافعا معنويا للطفل ويشجعه للاقبال على المدرسة بحب، مع نكهة من الكلمات الايجابية عن أهمية المدرسة، وما فيها من أصدقاء، ومعلمين وحصص، وكيف يرسم تميزه في جميع المواد، وسرد ظروف التعليم سابقا وما فيها من صعوبات صنعت أجيالا متعلمة ومثقفة ونماذج رفعت أسماء بلدها بعلميتها، فضلا عن اختيار ما يلائم ذوقه من تجهيزات حتى ينطلق الى المدرسة بحب، هذا الدور التشجيعي لا بد من تبنيه من قبل أولياء الأمور لوضع اللبنة الأولى في تقدم الطفل.
فلو وفقنا بأن يكون التعليم حضوريا، فهذا فضل كبير من الله، فنحن مستعدون نفسيا وبدنيا وذلك من خلال زرع حب المدرسة والتعلم لدى الطالب ووضع برنامج اسري ننظم فيه الوقت والتقليل من الالتزامات وتوفير بيئة دراسية آمنة داخل الأسرة وكذلك بتجهيز الطالب بما يحتاجه من مستلزمات الدراسة، اذ لها أثر نفسي كبير في الطالب وتشجعه على حب المدرسة وتشوقه لها، ونعلمه على احترام الوقت والمعلم والزملاء وحب الخير للجميع والمحافظة على نظافة وممتلكات المدرسة.
رؤيتنا إنها ستكون سنة دراسية ذات توجهات علمية وتربوية مكثفة، كونها تتضمن إعادة ما تم تعلمه في ذروة الوباء وما صاحبها من حظر ودروس الكترونية لا تسد نهم المتعلمين للعلم بل تكتفي بالمهم فقط وايضا كيفية انقاذ الاطفال من براثن الاجهزة الإلكترونية التي لجأنا إليها كبديل مؤقت لما لها من ضرر صحي ومجتمعي كبير على مراحلهم العمرية الصغيرة.
فالمدرسة هي المربي والمعلم الثاني للطفل وهي احد أهم روافده العقلية، ومنها ينطلق فضوله في التعلم أكثر أو قد تقتله اذا كانت الأساليب خاطئة، فلا بد من الاهتمام بها، وتشجيع المتعلمين بالمتابعة والتعلم من أجل العلم.
اخيرا، ندعو الله أن يكون عاما دراسيا مفعما بالحيوية والنشاط وأن يجنب طلبتنا شر الوباء انه سميع الدعاء.