إفادة

ثقافة 2021/11/10
...

 عمار حميد مهدي
- نعم.. نعم.. استمر!
- لا أستطيع أن أرفض دعواتهم.. قدماي تنساقانِ الى حيث الاتجاهات المعدّ لها، كلهم كانوا يجذبونني نحو حافة الجسر.. الشارع، الرصيف، الليل.. المطر، أنا آسفٌ لأن صورة أسرتي التي رسَمتَها في مخيلتي لم تمنعني عما اريد فعله، فبدلاً عن مشاهدة صور وجوه زوجتي وأطفالي كنت مشدودا الى البؤس وهو يقف بينهم يصفق بحرارةٍ مشجعاً لي، وكان الفقرُ يشدّ بقوةٍ على الحبل المحيط بعنقي ليزداد اختناقي ويأسي، وكانت الغَشاوة التي فوق عينيّ تزدادُ عُتمةً وأحدّق فيها كأنها أفقٌ لانهاية له بعيدا عن بقية من رؤيةٍ لمعالم المدينة والبيوت، لذلك أكرر اعتذاري وأسفي.. إلتفت نحو يمينهِ ثم هَمَس.
- هل أكملت كتابة ما قُلتُه لكَ.. أيها الملاك الموَكّل؟
- نعم..
- شكرا جزيلا لك.. تقدم خطوةً نحو الحافة وحدّقَ ملياً نحو النهر ومياهه السوداء الهادرة، ثم رمى بنفسهِ من أعلى الجِسر.