لماذا يخاف الشباب من المستقبل؟

اسرة ومجتمع 2021/11/10
...

 جوان جمال 
 
كل الشعوب تكون سعيدة عندما تخطط لمستقبلها، وتفكيرها، مستند الى ارقام واحصاءات ومؤشرات، ما يجعل شبابها يشعرون بالثقة والارتياح والمراهنة على الغد.
لكن لدينا الامر مختلف تماما، فالمستقبل شيء غامض! واحيانا مرعب! لا سيما بالنسبة للشباب الذين غالبا ما تكون نظرتهم تشاؤمية تجاهه، اذ إن هناك خوفا دائما من صدمات مقبلة وانهيارات، وربما حرب مؤجلة، حتى صرنا كلما نلتقي بأحد الاصدقاء في اي مكان يتحدث عن جنة الامس ويصف الماضي بالجميل ويحذر من غد مجهول! ويكاد يكون هذا الانطباع هو السائد بين صفوف الشباب 
اليوم.
لكن لماذا يخاف الشباب من المستقبل؟
والاجابة عن هذا التساؤل يحتاج الى استبيانات واستطلاعات وبرامج مكثفة، تخرج علينا بمعلومات وارقام ومؤشرات دقيقة، ولا يمكن لي أن احددها في هذه السطور البسيطة.
لكني استطيع أن أنبه على أمور تحصل معي واعيشها في تفاصيل الحياة اليومية، وفي مقدمتها الكم الكبير من المعلومات والكتابات، التي تكثر في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي اغلبها تتحدث عن جمال الماضي وغموض المستقبل، ناهيك عن الاخفاقات المتكررة للمؤسسات المعنية بالشباب، ودور بعض وسائل الاعلام في تسليط الاضواء على السلبيات واغفال الايجابيات، وهذا يجعل الانطباع السائد لدى الجميع باننا لن نتمكن من تغيير واقعنا ولا يمكن ان ننجح في تقديم اي 
شيء.
وهناك عامل آخر مهم هو ضعف بنيان الاسرة وظهور مشكلات فيها، لاسباب لم تكن موجودة في السابق، وهذا ما لعب دورا في خلق جيل هش نوعا ما، مع تردي وضع المدارس الذي بات يزداد عاما بعد آخر، فضلا عن قلة او ضعف مساعي المؤسسات المعنية باحتضان وتطوير مواهب الشباب ومشاريعهم لاستثمار طاقتهم، وانتشار اساليب الرشوة والمحسوبية كوسائل رئيسة في الحصول على الوظيفة او فرصة العمل بدلا من الموهبة والقدرة على 
العمل.
كل هذه الاسباب في رأيي تزرع بذورالخوف لدى ابنائنا وتبني جدارا عازلا بينهم وبين المستقبل، هذا يجبرهم على الانغلاق داخل دائرة {الماضي الجميل} والقطيعة مع كل ما يمت بصلة للحاضر الصعب والمستقبل المجهول.