الأم العاملة

اسرة ومجتمع 2021/11/13
...

سرور العلي 
على الرغم من النجاح الذي تحققه الأم العاملة في حياتها المهنية، ولكنها تواجه التحديات في كثير من الأحيان، لا سيما في حياتها الزوجية وتربية الأبناء، إذ تشكل تلك المهمة الجزء الأكبر من مسؤولياتها المتعددة، ما يدفعها إلى الشعور بتأنيب الضمير أحيانا، وبأنها غير قادرة على إداء جميع المتطلبات منها.
 لذلك لا بد من أن تحدث التوازن، للتوافق بينهم عن طريق تنظيم الوقت، وتحديد مواعيد للقيام بكل نشاط وإنجازه، وقضاء ساعات ممتعة برفقة الزوج والأطفال، ووضع جدول خاص بالأسرة يتضمن المواعيد والأفكار والمشاريع التي ترغب الأم القيام بها، وتوزيعها بين أيام الأسبوع، لتجنب الارهاق والجهد، كما يلعب الزوج دورا مهما في مساعدة زوجته، بتأدية بعض المهام، ما يعزز من روابط الشراكة بينهما، ويقوي من شخصية الأطفال ويمنحهم الثقة.
وهناك أمهات عاملات يشعرن بالاحباط، خاصة إذا لم يتفهم أزواجهن الظروف التي يمرن بها، ويستغلوهن ويبتزوا رواتبهن الشهرية، ويعاملوهن معاملة غير عادلة، ما ينشب الخلافات والشجار المستمر بينهم، ليخضع بعضهن إلى رغباتهم.
 كما من الضروري أن تستمع الأم لأبنائها، وتبادلهم الحديث يوميا، وتخصص وقتا لهم، وتشير الدراسات الاجتماعية الى أن للأم العاملة فوائد ومنها، قدرتها على ترتيب أوقاتها من تحضير الطعام، وإدارة شؤون المنزل، وفي تربية الأطفال بالاعتماد على النفس، كما أن العمل يمنحها شعورا بالرضا والسعادة، وأقل عرضة للإصابة بالكآبة، وتشعر بأنها مسؤولة عن اتخاذ القرارات الصحيحة وسرعة الإنجاز، وبفضل مهنتها فانها تستطيع ترتيب الأولويات، والتفرقة بين الأشياء المهمة وغير المهمة، وترك تلك التي تضيع وقتها، ولا تجني الفائدة منها.
وتعد الأم العاملة قدوة لأبنائها في العطاء والإنتاج، وتعلم الصبر والحكمة منها، كما تشعر بالأمان 
المالي، كونها تمتلك رصيدا من المال يمكنها من شراء ما ترغب به وقت ما تشاء، من دون ضغوطات أو لوم، وكذلك لديها قدرة كبيرة على إدارة النقاش، 
والتفاوض وحل المشكلات بفضل التعلم من عملها، وتتمتع بالاستقلالية، وترتقي بأسرتها نحو الأفضل، وكل تلك المميزات تنعكس على الأسرة 
واستقرارها.