أعلن نواب من حزب “جبهة التحرير الوطني” الحاكم في الجزائر، استقالتهم من الحزب وانضمامهم للاحتجاجات، بحسب ما نقله تلفزيون “الشروق” الجزائري.
وجاء في البيان: “نعلن للرأي العام ولكافة مناضلي ومناضلات “حزب جبهة التحرير الوطني” استقالتنا الجماعية من الحزب، ونذكر بمواقفنا السابقة المؤيدة للحراك الشعبي.
هذا، واحتشد آلاف المتظاهرين في العاصمة الجزائرية أمس، احتجاجا على ترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية خامسة. وعززت قوات الشرطة ومكافحة الشغب وجودها في ساحة البريد المركزي والطرق المؤدية إليها، وأغلقت السلطات محطات مترو الأنفاق و”الترام” وأوقفت كل القطارات من وإلى العاصمة.
بدورها أعلنت السلطات الجزائرية أن الاحتجاجات الواسعة التي عمت البلاد ضد ترشح الرئيس بوتفليقة، لولاية خامسة أدت لاحتجاز 195 شخصا وإصابة 112 شرطيا.
وقالت المديرية العامة للأمن الوطني في الجزائر، عبر بيان صدر عنها إنها “سجلت يوم 8 آذار 2019 على مستوى شارعي كريم بلقاسم وديدوش مراد بالعاصمة، عددا معتبرا من المخربين انضموا إلى التظاهرة من أجل القيام بأعمال تخريبية”.
وأضافت المديرية أن “تدخل قوات الشرطة مكن من توقيف 195 شخصا للتحقيق معهم”.
وأشارت المديرية إلى أنها سجلت من جهة أخرى “إصابة 112 في صفوف أفراد الشرطة”، موضحة أنهم يعالجون حاليا في المستشفيات”.
وسبق أن امتلأت عشرات الشوارع في وسط العاصمة الجزائرية، بالمحتجين الرافضين لترشيح بوتفليقة، البالغ 82 عاما من عمره، لولاية رئاسية خامسة لا سيما أنه يعاني من مشاكل صحية ملموسة ويخضع في الوقت الراهن للعلاج في مستشفى بجنيف، وذلك قبيل انتخابات الرئاسة المزمعة يوم 18 نيسان المقبل.
وذكرت وسائل الإعلام المحلية أن عدد المتظاهرين الذين شاركوا في الاحتجاجات بالعاصمة بلغ مليون شخص.
وردد المتظاهرون شعارات تطالب بـ”تغيير النظام” وإجراء إصلاحات سياسية في الجزائر.
توقيف معارض جزائري
من جانب آخر أوقفت الشرطة السويسرية، امس المعارض الجزائري رشيد نكاز الذي كان قد حاول الترشح للانتخابات الرئاسية في الجزائر.
وقالت الناطقة باسم شرطة جنيف، جوانا متي: إنه يجري الاستماع حاليا إلى إفادة نكاز في مقر الشرطة بعد توقيفه على خلفية رفع شكوى ضده بتهمة انتهاك حرمة إقامة”.
وأوضحت متي، أن المعارض الجزائري دخل المستشفى رغم تنبيهه إلى عدم القيام بذلك.
وقال نكاز “قررت القدوم إلى جنيف أمام المستشفى حيث يفترض أن يكون الرئيس والمرشح الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في وقت يعلم فيه العالم كله والجزائر كلها أنه لم يعد من أهل هذه الدنيا”. وأضاف “هناك أربعون مليون جزائري يريدون معرفة أين يوجد الرئيس”.
واضاف نكاز “الجميع يعرف أنه (بوتفليقة) بالحد الأدنى مريض وبالحد الأقصى متوف، وبديهي أنه من المستحيل الاستمرار في ضمان الانتخابات مع مرشح متوف”، وتابع “سبق أن شهدنا أمواتا يصوتون في البرلمان، لكن لم يسبق أبدا أن رأينا ميتا يترشح لانتخابات رئاسية”.
وكان رجل الأعمال رشيد نكاز (47 عاما) نظم مع نحو مئة من أنصاره تظاهرة أمام المستشفيات الجامعية بجنيف حيث أودع الرئيس بوتفليقة (82 عاما) في 24 شباط الماضي. وكانت الشرطة قد طلبت من نكاز مرارا الابتعاد من المستشفى وهو ما وافق عليه مبتسما.
ونكاز كون ثروة من الاتجار بالعقارات وإقامة شركات ناشئة، وحاول الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، لكن ملفه رفض بسبب حيازته حتى وقت قصير الجنسية الفرنسية.
رسالة الجيش الجزائري
الى ذلك ومع استمرار الاحتجاجات في شوارع الجزائر، وجه الجيش الجزائري رسالة إلى الشعب.
تحدث الجيش الجزائري عن العلاقة التي تربطه بالشعب، معتبرا أنهم “ينتميان إلى وطن واحد لا بديل عنه”.
وأكدت مجلة الجيش في عددها الأخير “مدى تماسك الشعب الجزائري مع جيشه وتلاحمهما وترابط مصيرهما وتوحد رؤيتهما للمستقبل، مبرزة أن الشعب والجيش “ينتميان إلى وطن واحد لا بديل عنه”.
وقالت المجلة في افتتاحية العدد الجديد: إن “ما حققه جيشنا على أصعدة عدة ووقوفه اللامشروط الى جانب أمته في كل ما مرت به البلاد من محن وأزمات،
وتابعت المجلة أن “قواتنا المسلحة تعهدت على حفظ هذا الوطن والذود عنه وحمايته من كل مكروه”.
كما ذكرت الافتتاحية أن “ثمة اجماعا بين الشعب بكل فئاته أن الثورة التحريرية المجيدة ستظل وإلى الأبد حصنا لقيم نبيلة لا يمكنها أن تندثر بالتقادم وسيظل مؤمنا بها ومتشبعا بمبادئها النبيلة وسيظل يستلهم من روح تشرين الثاني الاغر كل ما من شأنه أن يعبد له الطريق نحو بناء جزائر قوية وآمنة ومزدهرة”.