لبنان بانتظار الرد الخليجي

الرياضة 2022/02/07
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
برغم مرور عدة أيام على الرد اللبناني على المذكرة الخليجية، ما زالت الأوساط اللبنانية تنتظر ردة فعل الخليج التي لخصها وزير الخارجية الكويتي بقوله: "الرد اللبناني ستتم دراسته لنبني على الشيء مقتضاه"، في حين تفيد معلومات بأن الجامعة العربية سيكون لها تحرك في الأسابيع القادمة لبحث الأزمة اللبنانية، في وقت ينتظر فيه لبنان وصول الوسيط الأميركي بشأن مفاوضات ترسيم حدوده البحرية مع فلسطين المحتلة والتي توقفت جراء خلافات بين بيروت وتل أبيب إثر عرض كل منهما لخرائط تختلف وتتقاطع مع رؤية الجانب الآخر. 
 في الغضون تتفاعل الأزمات اللبنانية ومنها أزمة التحقيق في تفجير مرفأ بيروت والتي تعيقها الكثير من المطبات السياسية والقضائية حيث دعا أهالي ضحايا إنفجار مرفأ بيروت إلى وقفة احتجاجية أمام قصر العدل في بيروت غداً الإثنين رفضاً لما أسموه بـ"سياسة عرقلة التحقيق في كشف أسباب الجريمة".
وطالب أهالي الضحايا والجرحى والمتضررين من الانفجار بأن يصار إلى التحقيقات الجدية لتسريع كشف المتسببين في هذه الفاجعة ولذا فهم سيرفعون في وقفتهم  الاحتجاجية اليوم الإثنين شعار "نحو العدالة" ورفضاً لكل أساليب تعويق مسار التحقيق في القضية، وكان مجلس الأمن الدولي قد شدد في وقت سابق على" ضرورة إجراء تحقيق سريع ومستقل ونزيه وشامل وشفاف في التفجيرات التي ضربت مرفأ بيروت في 4 آب 2020"، ويعتقد مراقبون في بيروت بأن التحقيقات في واقعة المرفأ تراجع منسوب الاهتمام الشعبي بها تحت وطأة الأزمات المعيشية الخانقة التي شغلت الناس وجعلتهم يعيشون حالة لهاث يومي متسارع في محاولة اللحاق بتأمين الحدود الدنيا من مستلزمات حياتهم الصعبة، في وقت تتداخل الأزمات اللبنانية وتأخذ مستويات عدة لها أبعاد داخلية وخارجية بينما تسعى الحكومة اللبنانية إلى إرسال رسائل خارجية وتحديداً إلى دول الخليج مفادها بـ "أن لبنان يعمل بقصارى جهده للحيلولة دون وصول كل عوامل الأذى لإشقائه" وبهذا الاتجاه حرص وزير الداخلية اللبناني بسام مولوي على تأكيده "أنّنا في وزارة الداخلية والبلديات والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، بالمرصاد لكلّ محاولة لتصدير الشرّ والأذى إلى أشقّائنا في دول الخليج العربي" في إشارة إلى الجهود الاستباقية لإجهاض عمليات تهريب المخدرات إلى دول الخليج وهي تمثل أحد البنود المهمة التي طالبت بها الورقة الخليجية، والتي مازال اللبنانيون يتطلعون إلى الموقف الخليجي حيال ردهم الرسمي بخصوص الورقة الكويتية وما تضمنته من بنود إشكالية، وكان «الأمن الداخلي» قد أعلن  الإسبوع الماضي أنه "في إطار مكافحة عمليّات تهريب المخدّرات، توافرت معلومات عن قيام مجموعة من الأشخاص بالتّخطيط لعمليّة تهريب كميّة كبيرة من الحبوب المخدّرة "كبتاغون" إلى إحدى الدّول العربيّة، مخبّأة ومموّهة داخل طرد بريدي يحتوي على عُلَبٍ لقطعٍ من الشوكولا"، وأوضح أنّ "بنتيجة الاستقصاءات والتحرّيات المكثّفة، تمّ تحديد مكان وجود الطّرد لدى إحدى شركات البريد، حيث تمّ ضبطه. وبتفتيشه، عُثِرَ بداخله على 27 كلغ من مادّة الكبتاغون المخدّرة، أي بما يوازي 150,000 حبّة تمّ طحنها وتوضيبها في أكياسٍ صغيرة، وتغليفها بمادّة الشوكولا، ووضعها في علب مخصّصة للحلويات".
في هذه الاثناء ينتظر لبنان بعد غد الثلاثاء أو الأربعاء الذي يليه وصول الوسيط الأميركي بخصوص مفاوضات ترسيم حدوده البحرية مع فلسطين المحتلة، آموس هوكشتاين، للعمل على استئناف مفاوضاته غير المباشرة مع إسرائيل والتي توقفت منذ نحو سبعة أشهر نتيجة خلافات حيال تحديد الحدود البحرية وفقاً للخرائط المختلف عليها، وأكد لبنان بأنه لن يفرط في حقوقه البحرية و"لن يرضخ لما تحاول تل أبيب أن تكرسه من أمر واقع عبر مقترحات تقتطع حدوداً لبنانية"، هذا الخلاف انعكس على المسعى اللبناني باستثمار حقوله من الغاز ضمن حدوده البحرية والتي يعول عليها من أجل الظفر بعائدات مالية أحوج ما يكون إليها في أزمته الراهنة. 
في الموازاة أعلن أساتذة وتدريسيو الجامعة اللبنانية في بيروت" الإضراب التحذيري يوم غد الاثنين (اليوم)، وتوقف جميع الأعمال الأكاديمية في جميع كليات ومعاهد وفروع الجامعة اللبنانية، إفساحاً في المجال أمام الحكومة لإعادة إدراج الملفات الخاصة بالجامعة على جدول أعمال مجلس الوزراء"، وأكدت أنها "لن تتوانى عن اتخاذ القرارات والإجراءات التي تراها مناسبة لتحقيق المطالب وتحصيل الحقوق".
وأكد الأساتذة الجامعيون في بيانهم  أن "الحكومة تتعمد إغفال قضايا وشؤون وشجون الجامعة اللبنانية، سواء أكان بعدم لحظها في مشروع الموازنة وعدم تصحيح هذا الخطأ في نقاشات الموازنة، أو بعدم لحظ مطالبها ولا سيما المتفق عليها مع رئيس الحكومة ووزير التربية سابقاً في الجلسة العادية المقررة يوم الثلاثاء
المقبل".