محمد حسن الساعدي
انطلقت الأصوات الصريحة في رفضها لوجود القوات الأميركية على أرض العراق ، وتعالت الأصوات لتهتف باللات الرافضة لأي وجود أجنبي في أرض الرافدين ،فلا للقواعد العسكرية والأجنبية التي أصبحت مرتعاً وحامية للإرهاب والإرهابيين بكافة أشكاله وأمست القوى الغربية تقف خلف كل تقسيم أو انقسام نشهده في أي بلد ، وما أن تجد قواعد عسكرية أميركية حتى ترى أن هذا البلد غير مستقر ، أو مهدد بالحرب الأهلية ، وأن وجود هذه القواعد هو من يحدد أمن هذا البلد، والسيطرة على مقدرات شعبه .
أن وجود هذه القوات القتالية والمنتشرة في بلدان العالم الثالث أصبح يهدد أمن واستقرار المنطقة برمتها ، كما أن تداعيات وانعكاسات التصعيد القائم بين الولايات المتحدة وروسيا قائمة ومؤثرة على منطقة الشرق الأوسط ، لهذا سيعمد الجانبان إلى استغلال أوراقه في المنطقة وزيادة الضغط على الآخر في حربها والتي لن تتوقف على الحرب العسكرية بل تشمل كافة المجالات التجارية والدبلوماسية والصناعية ، وأن هذا التشدد سيعود بالسلب على امن المنطقة وسيؤثر على المناطق التي مازالت تشهد نزاعا عسكريا خاصة في الملف السوري،حيث أثر الانسحاب الأميركي من سوريا على وضع المعركة هناك،واقتراب وعد الحسم في القضاء على
داعش.
العراق بلد مستقل وضع أبناءه دستوره،وهم من أسس علميته السياسية بدماء الشهداء الأبرياء،لهذا لايمكن بأي شكل من الأشكال أن تفرض الاملاءات الخارجية على العراق،أو التحكم به ، لأنه بلد الأنبياء والأوصياء والعلماء والقادة الذين كانوا سهماً قاطعاً على المحتل منذ عقود،ويعرف الغرب جيداً كيف كان العراقيون في وقوفهم ضد الانكليز أبان احتلالهم للعراق ، ودور مراجع الدين آنذاك في الوقوف بوجه الأجنبي ورفض الاملاءات الخارجية على البلاد،وأن أي تمحور ضد العراق سيجابه بالوقوف ضدها مهما كانت أو ستكون وان المخططات التي وضعها الغرب على العراق انتهت على صخرة وجوده وقوته .
أن وجود القوات الأميركية كقوة وسلاح في ضرب الآخرين أمر ترفضه الأعراف الدولية ، فمهما برزت الخلافات بين الدول فلا يمكن استخدام دولة أخرى في ضرب الدولة الخصم ، وأن الولايات المتحدة بتهورها ورعونتها سترتكب خطأ فادحاً بحق وجودها السياسي ،الأمر الذي يفرض على المنطقة عموماً أن لا تثق كثيراً بواشنطن وثورها الهائج(ترامب) وأن تسعى جاهدة إلى نبذ العنف وإيقاف أي تدخل للغرب فيها ، وأن يكون للشعوب رأياً في استقلاله وحرية أوطانه بعيداً عن الاملاءات الخارجية وفرض سياسة الأمر
الواقع .