بيروت : جبار عودة الخطاط 

 

يتساءل مراقبون عن التعاطي المقبل للمملكة العربية السعودية مع (البيت السني) اللبناني، وعن الجهة أو الشخص الذي تدعمه الرياض ليكون بديلاً عن سعد الحريري الذي اعتزل الحياة السياسية، الأوراق مازالت مبهمة، فبينما تشير الأنباء إلى أن السفير نواف سلام سيحط رحاله قريباً في بيروت وهو الشخص الذي سبق أن دعمته المملكة في مسألة تكليف الحكومة غير إنه لم يمر لرفض قوى مؤثرة في مقدمتها حزب الله، ومن المقرر أن يتوجه اليوم النائب فؤاد مخزومي إلى المملكة العربية السعودية، بينما وصل سعد الحريري أمس الأحد إلى بيروت. 

وسيمكث النائب فؤاد مخزومي الذي عرف مؤخراً بمواقفه التصعيدية ضد حزب الله في المملكة ثلاثة أيام للتداول في مقاربة الملف اللبناني وتداعيات الأزمة في الساحة السنية، وتتطلع الأنظار إلى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان لبيان رأيه حيال موقفه من حراك البيت السياسي السني، بعد حالة الضبابية التي تحيط بالمشهد، وقد أكد الرجل بأنه يقف على مسافة واحدة من الجميع وكان لافتاً زيارته أمس الأحد لضريح رئيس الحكومة الأسبق ومؤسس تيار المستقبل رفيق الحريري في وسط بيروت الذي تمر اليوم الإثنين الذكرى الـ17 لاغتياله عبر تفجير استهدف موكبه بالعاصمة بيروت عام2005.

وألقى دريان كلمة أكد فيهاأن "لبنان الغارق اليوم في هوة الفساد الأخلاقي والفشل السياسي والانهيار المالي والاقتصادي، يذكر بتقدير، ويتذكر باحترام المبادرات الإنقاذية التي قام بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي نهض بلبنان، وببيروت بشكل خاص، من تحت الأنقاض. وحتى يتمكن لبنان من مقاومة اليأس ومن الاستسلام للأمر الواقع فإنه يحتاج إلى تجديد العمل بمبادئ الشهيد بما اتسمت به من أخلاقيات سامية ومن مبادرات بناءة ورؤية واضحة". 

وتجيء الذكرى في هذا العام في خضم أزمة سياسية معقدة تعصف بتيار المستقبل وبالساسة السنة عموماً في أعقاب قرار سعد الحريري الذي جعل خيارات التعامل مع المعترك السياسي المأزوم في لبنان تكتنفها الكثير من الحيرة وعدم اليقين، في هذه الأثناء كانت لافتة الإطلالة التلفازية لبهاء الحريري وهو الأبن الأكبر للرئيس الشهيد والتي ستكون مساء اليوم الإثنين عبر "قناة الحرة" والتي طرح من خلالها مشروعه السياسي وبرنامج عمله للمرحلة المقبلة، حيث أكد أن "الخلاف مع شقيقه سعد الحريري كبير وواسع بالتفكير وبالرؤية بشأن كيفية السير إلى الأمام رغم أني أحبه وللعائلة حرمتها".

واعتبر بهاء أن الموضوع تجاوز العلاقة الشخصية بينه وبين سعد "لأنه ترك الحياة السياسية"، فـ"العربة تمشي إلى الأمام وليس إلى الوراء" كما ذكر، مشدداً على إنه لن يتعاون مع حزب الله ونفى أن تكون لديه هناك اتصالات مع حركة أمل وأكد بأنه سيتعامل مع (الإعتدال الشيعي) من دون أن يبين ملامح ذلك، كما هاجم بهاء، الرئيس اللبناني ميشيل عون متهماً إياه بجر لبنان إلى الإنهيار.

في غضون ذلك وصل رئيس الحكومة السابق وزعيم تيار المستقبل سعد الحريري إلى بيروت أمس الأحد عشية ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري في 14 شباط ووفق معلومات بأنه سيلقي كلمة في 

المناسبة.