بيروت: جبار عودة الخطاط 

 

مرتْ ذكرى اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري أمس الاثنين في بيروت فاترة وليست كما جرت العادة في السنوات السابقة، رغم توافد الوفود الشعبية وشخصيات سياسية إلى ضريحه وسط بيروت، زعيم تيار المستقبل سعد الحريري أكد لأعضاء تياره السياسي بأن "الوضع صعب وقرار اعتزالي لا رجعة فيه" بينما أشارت أخبار إلى مسعى روسي لثنيه عن خطوة الابتعاد، من خلال اتصال الممثل الشخصي للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف، غير أن الحريري بدا متمسكاً بقراره. 

وكان لعقيلة الرئيس الراحل، السيدة نازك رفيق الحريري كلمة بمناسبة الذكرى الـ ١٧ لاغتياله يوم أمس الاثنين جاء في جانب منها "مرة أخرى يجمعنا الرئيس الشهيد رفيق الحريري على ذكراه الطيبة بعد سنوات صعاب، يسكنها الفراق الحزين من دون أن يفارقها الأمل بغد أفضل، مضيفة "نحن اليوم في مرحلة دقيقة وحرجة جداً. نحن في مواجهة المشكلات الحياتية التي لا يمكن معالجتها بالتجاذبات والاصطفافات السياسية، بل بالوفاق والوحدة الوطنية. فليتك معنا في هذه المرحلة الصعبة التي تمر بلادنا بها، لتساعدنا في إيجاد الحلول. إننا اليوم أحوج ما نكون إلى وجودك بيننا، لإن دولة المؤسسات والقانون والعدالة الاجتماعية والإنسانية التي لطالما سعيت وضحيت من أجل تحقيقها باتت صعبة المنال"، وتابعت "لنجدد التمسك بقواعد الحوار وبجميع خيارات الرئيس رفيق الحريري الوطنية والسياسية والاقتصادية والإنسانية والصحية. 

إنها خيارات لا غنى عنها لأنها السبيل الوحيد إلى الدفاع عن الوطن وصون وحدته ليبقى سيدا حرا مستقلا ومستقرا" إلى ذلك التقى زعيم تيار المستقبل الذي عاد إلى بيروت بزيارة قصيرة لمناسبة ذكرى رحيل والده أعضاء تيار المستقبل في بيت الوسط وأكد لهم بأن "لا تغيير في قرار الاعتزال ومقاطعة الانتخابات إذ لم يستجد ما يجعلني أعيد النظر بقراري أما بالنسبة لكم فأنا أنصحكم من باب الأخوة ولا ألزمكم، نصيحة أخوية بعدم خوض الانتخابات لأن الوضع صعب جداً، ومن يرغب منكم بالمشاركة في الانتخابات فليفعل ذلك على مسؤوليته بعيداً عن اسم تيار المستقبل" ونفى الحريري وجود ضغوط خارجية عليه قائلاً" ليس هناك تواصل بيني وبين المسؤولين في السعودية، أما المسؤولون في دولة الإمارات فقد أتاحوا لي استئناف أعمالي التجارية ولم يطلبوا مني شيئاً في السياسة" وفقاً للتسريبات التي رشحت عن اللقاء، هذا وأفادت أوساط إعلامية في بيروت بأن روسيا حاولت ثني زعيم تيار المستقبل عن قرار الاعتزال عبر اتصال هاتفي من قبل الممثل الشخصي للرئيس الروسي إلى منطقة الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف بالحريري، وذكرت بأن ممثل بوتين أكد للحريري ضرورة وجوده في الساحة السياسية اللبنانية في هذا الظرف الحرج لأنه يمثل ركيزة مهمة للاعتدال، غير أن الحريري تمسك بقرار اعتزال الحياة السياسية للأسباب التي ذكرها في خطابه عند إعلان قراره، نائب رئيس "تيار المستقبل" الدكتور مصطفى علوش ذكر من جانبه أنّ "أعضاء تيار "المستقبل" سيلتزمون بقرار رئيس التيّار سعد الحريري بعدم الترشح للانتخابات النيابية، لكن نوّاب الكتلة لهم حريّة الخيار". غير أنه تدارك بخصوص الخطوة القادمة من قبل ساسة تيار المستقبل بقوله:إنّ "الأمور غير محسومة، وخارطة الترشيحات غير واضحة بعد، وعلى ضوئها نتّخذ القرار المناسب". وعما يشاع من احتمال طرح موضوعة التمديد لمجلس النواب، قال علوش:إنّ "قرار الاستقالة من مجلس النواب مطروح منذ سنتين وليس جديدا، وقد أعاد الحريري التّأكيد عليه أمس، في اجتماع كتلة المستقبل"..