ملاعب ولكن

الرياضة 2022/02/17
...

علي الباوي
احتفلَ الوسط الرياضي أمس الأول بتدشين ملعب الزوراء الذي كان ملعباً جميلاً بحق إلا أننا ومع المشاهدة اتضح أن الكثير من مرافق هذا الملعب ليست مكتملة والأمر نفسه ينطبق على ملعب المدينة الذي افتتح قبل مدة ليست بالطويلة.
ومن المؤسف القول: إن أغلب هذه الملاعب وغيرها في المحافظات قاطبة لم تكتمل لأسباب عدة اما مالية أو لوجود شبهات فساد ومحاولة تدشين الملعب قبل اكتماله يثير تساؤلات عديدة.
لا أحد يمكن له القول: إن المنشآت الرياضية في العقد الأخير لم يطرأ عليها تحسن بل على العكس بدأنا نشاهد ملاعب كثيرة وجميلة في بغداد والمحافظات وتقترب من الحلم إلا أننا وما دمنا في العراق فمن الطبيعي ألا نرى في أحلامنا الاكتمال ولا ننجز ما نطمح إليه بالشكل الذي نرجوه للاعبينا ورياضيينا وجماهيرنا. لا شك أن عدم اكتمال الملاعب هي غصة كبيرة فنحن نعلم أن هذه الملاعب حين تفتتح وهي بشكلها الناقص فلن نتوقع أن تستكمل بالشكل الذي رأيناه على الخرائط التصميمية والمجسمات الهندسية فبالتالي نحن كجماهير ومتابعين ومحبين لكرة القدم سنرضى بأي شكل من الأشكال ما دامت الأرضية خضراء وكشافات النور تضرب الملعب باكمله. إن احساسنا كرياضيين يقول: إننا نستحق الأفضل فالرياضة العراقية عاشت في فاقة رياضية وعوز لكل ماهو حديث ومتطور، لماذا علينا أن نرضى بمستطيل أخضر وثم نحمد الله لأننا تخلصنا من الأرضيات الترابية ولكن هل هذا استحقاقنا؟ وهل ما نراه يسعدنا ام يشعرنا بالغبن وأن شركات وأشخاصاً ضحكوا علينا وأعطونا ملعباً بثيل أخضر مقلم؟.
لامجال في التلاعب بمشاعر الجماهير، هذه الملاعب جميلة حقاً ولكنها سرعان ما تندثر كأرصفتنا وشوارعنا النظيفة ومتنزهاتنا الكثيرة، كل شيء في العراق بات بفعل الفساد جميلاً وبراقاً ولكن لوقت وجيز.
قطعاً أن الحاجة إلى ملاعب جديدة وبقياسات عالمية هو أمر يعود بالجدوى الكبيرة بالنسبة لرياضتنا وأيضاً يحقق متعة عميقة للجماهير الرياضية، وهذا الأمر يجب عدم المساس بقداسته وعلى الجميع بناء الملاعب وفق القياسات المتفق عليها وبجميع المنشآت الرياضية.
فما فائدة ملعب لايحتوي على صالات تدريبية مرافقة كالسباحة وقاعات حديد وملاعب للتدريب والبنى التحتية الأخرى التي تستوعب الجماهير الغفيرة؟ كما أن مواقع هذه الملاعب لا تبدو سليمة ومناسبة للتوسع وكما هو معروف عالمياً فكل الأندية الكبيرة لديها منشآت رياضية خاصة بها، فلو قلنا: إن نادي الزوراء العريق هو قطعاً يضم عدة ألعاب وليس فقط كرة القدم إلا أننا لا نجد أن هذا الصرح الجديد الذي افتتح أول أمس يستوعب كل ألعاب نادي الزوراء، والأمر ينطبق على كثير من الملاعب في المحافظات وحتى البصرة نفسها فملعبها ليس جاهزاً تماماً لإقامة البطولات كما نظن ونعتقد. رياضتنا بحاجة إلى النزاهة ونكران الذات والتخطيط السليم للمستقبل ومكافأة هذه الجماهير العاشقة التي تذهب خلف فرقها ولا تتأخر عن التشجيع سواء كان الملعب حديثاً بثيل أخضر مقلم أم بتراب تكثر فيه المسامير والقطع الزجاجية والحصى ويفتقر إلى المقاعد.