ملاعب العاصمة

الرياضة 2022/02/19
...

كاظم الطائي

عانتْ ملاعب العاصمة من إهمال دام لسنوات طوال وبقي صرح الشعب الملاذ الآمن لمباريات الأندية المحلية والفرق الجماهيرية في مقدمتها ومنتخباتنا الوطنية والأولمبية والشبابية بعد أن شاخ أول ملعب شيد أواخر العقد العشريني من القرن المنصرم المعروف بساحة الكشافة الذي افتتح رسميا في العام 1931 واحتضن الكثير من اللقاءات الدولية والبطولات العربية والإقليمية والمحلية والمنافسات الكروية والمهرجانات الكشفية والمدرسية وسباقات ألعاب القوى وتدريبات الأندية والمنتخبات بألعاب عديدة . ملعب الكشافة الذي أصبح اطلالا منذ سنوات ولم تسفر محاولات إعادة بنائه منذ العام 2012 عن شيء بسبب عائدية الصرح المنسوب لوزارة التربية ودعوة وزارة الشباب لاستملاكه والبدء بإعماره وخصصت الحكومة في حينها مبلغ 55 مليار دينار لهذا الغرض. خرج عن الخدمة الفعلية بسبب ما تعرض له من إهمال وانهيار لمعالمه بالرغم من تشييده في منطقة تتنفس كرة القدم وأنجبت أبرز نجوم اللعبة في العراق وهي الكسرة أمثال جمولي عباس ومجبل فرطوس وعبد كاظم وطارق أحمد وصباح صالح وفانوس الأسدي وحامد فوزي وعلي حسين شهاب وعناد عبد وغيرهم الكثير .
يتسع هذا الملعب في عصره الذهبي لأكثر من 15 ألف متفرج وشيد ملعب الشعب في العام 1966 بسعة 30 ألف متفرج وتبلغ السعة القصوى لملاعب حديثة رأت النور مؤخرا مثل المدينة بسعة 32 ألف متفرج والزوراء 16 ألف لترفع من نسبة البنى التحتية لصروح العاصمة إلى مرتبة جيدة لكن الطاقة الاستيعابية لا ترتقي الى الكثافة السكانية في العاصمة والتعداد العام في العراق الذي زاد على الأربعين مليون نسمة بعد أن كان عدد النفوس في عهد افتتاح ملعب الكشافة لا يزيد على 3 ملايين إنسان وبلغ منتصف الستينيات إبان إطلالة ملعب الشعب نحو ثمانية ملايين ونصف مليون نسمة .
زيادة عدد السكان إلى أكثر من 40 مليون نسمة واتساع الكثافة السكانية في بغداد الى رقم كبير بات الأمر ملزما لرفع الطاقة الاستيعابية لملاعبنا وقاعاتنا الدولية إلى أضعاف ما موجود حاليا من بنى تحتية تبعا لارتفاع قاعدة الألعاب الرياضية واهتمام الشباب بلعبة كرة القدم وتشجيع أنديتنا ومنتخباتنا ومن أجل استيعاب الجماهير العاشقة للمستديرة يتطلب بناء ملاعب كبيرة لا تقل عن 60 ألف متفرج وسبق لملعب البصرة أن ازدحم بأكثر من هذا العدد لمرات ووضع الكرة في ملعب أهل الشأن لرفع الطاقة الاستيعابية الى حدود أعلى ولاسيما في قلب العراق النابض عاصمتنا الحبيبة .
ملعب التاجيات الذي مر بمشكلات معقدة منذ سنوات وتعطل كثيرا عن مراحل إنجازه يعد حلا عمليا لاستقبال المزيد من المتفرجين وبالامكان رفع طاقته القصوى من 60 ألف متفرج إلى 80 ألف فضلا عن الملعب السعودي في بسماية الذي تأخرت خطوات إقامته لأسباب شتى بينها المكان والمساحة وبعض التفاصيل وعسى أن تجد حلا سريعا لاتمام المشروع المهم . أنديتنا الجماهيرية تتحدث عن ملاعب في الأفق والوزارة تسعى لصروح أكبر في بغداد حسب ما أكده المتحدث باسمها أحمد الموسوي مدير عام التربية البدنية والرياضية والتطلع قائم لاحتضان ملاعب تتناسب والنمو السكاني فهل تتضافر الجهود لشواهد حضارية يشار لها بالبنان بعد نجاح مضطرد يبشر بخير عميم اليس كذلك؟