سجال بالمسيّرات والطائرات المقاتلة بين حزب الله وإسرائيل

الرياضة 2022/02/20
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 
 
لا انفراجة قريبة تلوح في أفق المواطن اللبناني، لترسم له كوّة أمل في جدار الانسداد المعيشي الذي بات يحاصره في قطاعات حياته اليومية المختلفة، بينما شهدت الحدود اللبنانية الجنوبية مع فلسطين المحتلة خلال الساعات الماضية تصعيداً لافتاً بعد توغل مسيّرة استطلاع أطلقها حزب الله في أجواء (إسرائيل)، أعقبه قيام طائرات عسكرية إسرائيلية بغارات وهمية، كسرت خلالها حاجز الصوت فوق بيروت وجبل لبنان. 
وكان حزب الله اللبناني قد أعلن مساء أمس الأول الجمعة نجاح اختراق إحدى مسيّراته داخل الأراضي الفلسطينية، وذكر في بيان له أنه "بتاريخ الجمعة، 18 - 2 - 2022، أطلقت المقاومة ‏الإسلامية الطائرة المسيرة "حسّان" داخل الأراضي الفلسطينية ‏المحتلة، وجالت في المنطقة المستهدفة لمدة أربعين دقيقة في مهمة ‏استطلاعيّة امتدّت على طول سبعين كيلومتراً شمال فلسطين المحتلة، ‏وبالرغم من كل محاولات العدو المتعددة والمتتالية لإسقاطها عادت ‏الطائرة "حسان" من الأراضي المحتلة سالمة، بعد أن نفذت المهمة ‏المطلوبة بنجاح من دون أن تؤثر في حركتها كل إجراءات العدو ‏الموجودة والمتبعة".  بدوره اعترف الجيش الإسرائيلي بإخفاق قواته في اعتراض مسيرة الحزب التي نجحت باجتياز الحدود قادمة من لبنان، حيث فقد التواصل معها، قبل أن تعود إلى لبنان، وتأتي هذه التطورات بعد كشف الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله في وقت سابق عن أن الحزب بدأ منذ مدة ليست بالقصيرة في تصنيع الطائرات المسيرة في لبنان، كما أنه أصبح يمتلك القدرة على تحويل صواريخه الموجودة بالآلاف إلى صواريخ دقيقة منذ عدة سنوات، وكان لعبور مسيرة حزب الله الحدود مع فلسطين المحتلة وقعاً مقلقاً في الصحافة الإسرائيلية أمس السبت، إذ عدَّ محلل الشؤون العسكرية في «القناة 12» العبرية، نير دفوري، نجاح مسيّرة حزب الله، بالتوغل في (أجواء اسرائيل)، أنه عمل عسكري ناجح لحزب الله"، مشيراً إلى أنَّ "هذه الطائرة لم تكن مسلحة كما يقول سلاح الجو، وكما يبدو كانت في مهمة جمع معلومات استخبارية، وربما كانت تحمل كاميرا" . وأكد دفوري أنَّه "بعد تجاوز الطائرة من لبنان إلى الأراضي المحتلة حاولوا إسقاطها مرتين عبر مروحياتٍ حربيةٍ وعبر منظومة القبة الحديدية، ولكن بعد الاعتقاد بالنجاح في اعتراضها جنوب صفد اكتشفوا أنها نجحت في الاستدارة والعودة إلى لبنان" .
وبالعودة إلى شأن الأزمات الحياتية والصحية الخانقة التي باتت تحاصر اللبنانيين، أطلق النائب عن حركة أمل قاسم هاشم أمس السبت جرس إنذار بأن صحة المواطن اللبناني تواجه خطراً وجودياً في انعدام قدرته المالية على العلاج، وإذ أشار إلى "ما يواجهه اللبنانيون، على أبواب المستشفيات وعدم قدرتهم على تأمين الغطاء المالي، وبالتالي عدم دخول أكثرهم للمستشفيات، برغم الحاجة في كثير من المرات، والاكتفاء بما توفر من استشفاء على قلته وندرته"، طالب المسؤولين على القطاع الصحي بتحمل مسؤولياتهم، بتشديده على أن ذلك "يضع المسؤولين عن القطاع الصحي، أمام مسؤوليتهم الوطنية والأخلاقية والإنسانية، للتحرك سريعًا وإيجاد الحلول الطارئة وعدم الاكتفاء باللقاءات والبيانات، تاركين الناس لقدرهم"، يذكر أن دائرة الضمان في لبنان أصبحت عاجزة اليوم عن تغطية الكلف الباهظة لعلاج اللبنانيين ممن كانوا في السابق يتقاضون ولو بعد حين نسباً مقبولة من فواتير علاجهم، جراء الأزمة الاقتصادية والصعود الكبير في سعر صرف الدولار، وتتعدد أوجه الأزمة اللبنانية التي تلقي بظلالها القاتمة على المواطنين، ومنها أزمة الكهرباء التي عجزت الحكومة اللبنانية عن اجتراح الحلول الآنية لها، غير أن وزير الطّاقة والمياه اللبناني وليد فياض أكد أن وزارته ماضية في خطّة النّهوض بقطاع الكهرباء، بقوله: "نأمل أن نصل للخطة، وليس الهدف تحقيق مكسب سياسي لأحد، فالخطة واقعية وتفرض زيادة بالتغذية لنصل إلى 24 ساعة تغذية في العام 2025 تدريجيا"، وكشف عن أن "الخطة تشمل الإتيان بالغاز وزيادة التغذية، ثم رفع التعرفة الكهربائية، وهذا وعد أخذناه من صندوق النقد الدولي"، معلنا أن "التعرفة سوف تكون أقل بـ70 بالمئة مما يدفع المواطن لأصحاب المولدات الخاصة" .
وأضاف "ما نقترحه هو إدخال تعديلات لمشاركة القطاع الخاص، وهي ليست تعديلات تمس باستقلالية الهيئة الناظمة، وهذه الهيئة يجب ألاّ تأخذ من صلاحيات الوزير" .