بيروت: جبار عودة الخطاط

 

أشارت أوساط متابعة في بيروت، أمس الأحد، إلى أن مشاركة رئيس مجلس النواب نبيه بري في مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي بالقاهرة استطاعت أن تبعث الروح في الملف اللبناني الذي غاب مؤخراً عن طاولة الاهتمام العربي، وأنه طرح عدة رسائل صريحة لم تخل من عتب ومكاشفة لبنانية إزاء العلاقة مع دول الخليج، بينما أكد وزير الخارجية السعودي، أن "الإصلاح في لبنان أولوية، ونحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها" .

وفي الوقت الذي اقترب فيه الاستحقاق الانتخابي في منتصف آيار القادم، وسط أزمات سياسية واقتصادية تمتد لتتفرع إلى اشتباكات قضائية، غالباً ما يتم ربطها بأبعاد طائفية، أكد رئيس مجلس النواب بري أن لبنان الذي يعاني مما وصفها بكورونا سياسية، هو غني بموارده لكنه فقير بمسؤوليات ساسته، إذ أشار إلى أن "لبنان الذي كان يُدعى «سويسرا الشرق»، والذى يحب كل العرب ويحبه كل العرب، ليس مفلساً، لبنان غني بأصوله وموارده؛ عنده بحر مليء بالغاز، ولدينا اغتراب لبناني كبير جداً، ولكن لا توجد لديه سيولة، والسبب في عدم وجود سيولة وتأزم الوضع الاقتصادي هو الانعدام السياسي وليس الفقر السياسي، فهو السبب في ما وصلنا إليه"، وعرج بري في حديث صحفي يوم أمس الأحد على المبادرة الكويتية وآخر تطوراتها فقال: إن "الخلاف في المبادرة يدور حول القرارين 1559 و1701، إذ إن القرار 1559 صدر عام 2004، ويقضي بإخراج كل القوات الأجنبية من الأراضى اللبنانية، فخرجت القوات السورية ولم يخرج الاحتلال الإسرائيلي، فلماذا لا يطالبون أيضاً بخروجه، وبعده في 2006 صدر القرار 1701، إذ نص بصراحة على تطبيق القرار وانسحاب إسرائيل من مزارع شبعا وغيرها، وكل اللبنانيين رضوا ولا يزالون راضين عن القرار، فلماذا يصمتون أو يسكتون عن الموقف الإسرائيلي؟"، ووجه بري الدعوة لرؤساء البرلمانات العربية للعب دور أساسي في تذليل العقبات أمام العلاقة بين لبنان ودول الخليج بقوله: "إذا تأملنا الوضع الآن في لبنان نجد حصاراً عربيا عليه، وهذا الحصار لا يعني كل العرب، فالاستثناء من ذلك يقع أول ما يقع على مصر"، مضيفاً: "هل يُعقل الآن أن نجد دعوة مفتوحة نحو إسرائيل، وحصاراً على لبنان؟ هذا لُبّ التضامن العربي، ومن المفروض أن تتجاوز الدبلوماسية البرلمانية ضرورات الحكام، ففي أحيان كثيرة يكون الحاكم له ضرورات أنت ملزم كمواطن أن تتفهمها، لكن الدبلوماسية البرلمانية ليست مثل دبلوماسية حقيبة وزارة الخارجية".

 وتابع أنه "مع اتفاق الطائف حتى تنفيذه بالكامل، ومع المطالبة بتطويره أيضا إلى دولة مدنية، لأن دستور الطائف يسمح بإقامة دولة مدنية". وكان رئيس مجلس النواب اللبناني قد دعا إلى" تبني مؤتمر الاتحاد البرلماني العربي الدعوة لبدء حوار لبناني مع دول الخليج العربي برعاية من دولة الكويت"..  وتوقعت أوساط لبنانية أن تشهد الأيام القادمة حراكا للمبادرة الكويتية من الممكن أن يقوده رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم، وصولاً إلى موازنة تأخذ بنظر الاعتبار هواجس الخليج وطبيعة الخريطة السياسية في لبنان لتحقيق مطالب الإصلاح التي جاءت بالمبادرة التي سلمت لبيروت. 

 في الأثناء أكد وزير الخارجية السعودي، أن "الإصلاح في لبنان أولوية وعلى القادة هناك النظر بجدية في كيف يتم حكم بلادهم، ونحتاج لرؤية قيادة جماعية في لبنان تتخذ قرارات توافقية وتنهض بمسؤولياتها". 

في غضون ذلك أكد بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، خلال لقائه المشاركين في الجمعية العامة لمجمع الكنائس الشرقية أمس الأحد، أن "مأساة لبنان تستمر وتترك العديد من الأشخاص بلا خبز، وفقد الشباب والبالغون الرجاء وغادروا تلك الأراضي التي هي البلد الأم للكنائس الشرقية الكاثوليكية، هناك تطورت وحافظت على تقاليد ألفية، والعديد منكم، أعضاء هذه الدائرة الفاتيكانية، هم أولادها وورثتها".. رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بدوره سعى إلى استثمار مشاركته في مؤتمر الأمن في ميونيخ أمس الأول من خلال اللقاء مع الشخصيات السياسية الفاعلة، إذ التقى وزير خارجية فرنسا جان ايف لودريان ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، وجرى خلال الاجتماعين عرض الملف اللبناني ومساعي باريس وواشنطن لدعم لبنان في مختلف القطاعات للإسهام في معالجة أزماته المتفاقمة.