أثارت مباراة الكلاسيكو بين قطبي الكرة العراقية القوة الجوية والزوراء حفيظة الجميع لعدم اقامتها بسبب تخبط المسؤولين عليها من خلال دخول آلاف الجماهير المحبة للفريقين ، والذي يشكل أكثر من القدرة الاستيعابية لملعب الشعب الذي امتلأ وغصت مدرجاته وبقيت أعداد غفيرة من الجمهور خارج الملعب ومنهم من دخل الى أرض الملعب واقترب كثيرا من المستطيل الاخضر ، الأمر الذي ترك غصة بقلوب الملايين لعدم اقامة المباراة أسوة بما معمول به في كل دوريات العالم ، (الصباح الرياضي) استطلعت آراء بعض المعنيين بالشأن الكروي ليكون أول المتحدثين المدرب المساعد السابق لمنتخبنا الوطني الكابتن شاكر محمود الذي قال بهذا الخصوص : المفروض في مثل هكذا مباريات يجب ان تجتمع كل الأطراف المعنية بالأمر أو المسؤولين على الرياضة قبل المباراة بيومين على الأقل ليأخذ كل طرف على عاتقه مسؤولية محددة لإقامة المباراة بأفضل صورة من خلال ترتيب وتنظيم عملية ببيع التذاكر ودخول الجماهير وغيرها.
وأضاف للأسف وصل الأمر لما وصل اليه من خلال الفوضى العارمة التي ضربت كل التوقعات ليتنصل الجميع عن المسؤولية ، وتلغى المباراة التي يترقبها آلاف المحبين والعاشقين للفريقين الجماهيريين لندفع ثمن أخطائنا مرة أخرى وتبقى تلك الانتكاسة عالقة في الأذهان بكل أسف.
ولفت محمود الى ان الفوضى لم تكن وليدة اليوم بل مرت سنوات طويلة عليها والجميع يعتريه صمت مطبق ورياضتنا يسودها التخبط ، سواء في الادارة أو التدريب أو حتى اللاعبين وهذا الأمر ينسحب على جمهور الأندية لعدم وجود الثقافة الرياضية الحقيقية التي من خلالها ممكن أن نرتقي بكرة القدم الى ما وصلت اليه بلدان كانت بالأمس تراقبنا وتروم الوصول لما نحن عليه.
وأكد محمود يجب فرض القانون والعقوبات الصارمة بوجه كل من يسيء لرياضة البلد ومحاولة عرقلة سير الرياضة بصورة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص، مشددا بذات الوقت على ان كرة القدم يجب أن تبقى حمامة سلام بين العراقيين وحتى بين الشعوب ويجب على القائمين على رياضة البلد أن يضعوا بعين الاعتبار الحل الأمثل لهذه المشكلة من خلال بناء ملعبين سعة 100الف مشجع أحدهما بصوب الرصافة والآخر في الكرخ فنحن شعب رياضي نتنفس كرة قدم ، مختتما ان قرار الغاء المباراة كان أجمل وأفضل قرار لانها لو أقيمت لحدث ما لا تحمد عقباه.
فيما أكد متحدثنا الثاني المدرب حمزة داود ان المؤشرات كانت واضحة للجميع ما سيحدث من خلال فوز الزوراء بخماسية على الوصل الاماراتي والاعلام المصاحب للفوز، مع الحضور الجماهيري والمباركة الآسيوية للحدث الذي منح الجماهير حافزا معنويا للحضور الى مباراة الكلاسيكو. وأضاف من الصعب أن يتكهن الجميع بما سيحدث ليمر هذا الموضوع مرور الكرام على الجميع من اتحاد الكرة واللجنة الاولمبية ووزارتي الشباب والرياضة والداخلية فضلا عن حماية الملعب، مع ان المباراة كانت يوم الجمعة مع عطلة السبت وهذا شجع على الحضور من المحافظات.
وأشار داود الى ان بالامكان تلافي ما حصل من خلال تكوين خلية مباراة وليس أزمة لتكون الأطراف المذكورة مشاركة بفاعلية في رسم خارطة طريق تؤدي الى دخول وخروج الجماهير من خلالها وليس الجلوس في مقصورة الملعب من خلال مناظر اقل ما يقال عنها بائسة اذا ما اردنا بناء ملعب فعلينا بناء انسان قبل كل شيء. محطتنا الأخيرة في هذا الموضوع كانت مع مدرب ناشئي فريق القوة الجوية الكابتن مهند محمد علي الذي قال بهذا الخصوص : كان يجب تشكيل لجان من وزارة الشباب والداخلية واتحاد الكرة بحضور متعهد المباراة والاتفاق على تحديد عدد التذاكر وأماكن بيعها وعلى آلية دخول وجلوس وخروج الجماهير.
وأضاف يجب أن تكون هناك توعية إعلامية مرئية من خلال القنوات الفضائية للجماهير الكروية للمساعدة في نجاح وتسهيل مهمة هذه اللجان. وشدد محمد علي على ضرورة دراسة بناء ملعب كبير يحتضن أكثر عدد ممكن من جمهورنا الكريم ويتلاءم مع حقيقة الأمر الذي بات محيرا للجميع، لاسيما ان هناك بلدانا ضمن الرقعة الجغرافية للعراق تعاني من الأهمال الواضح لكرة القدم فيها من خلال عدم ارتياد ملاعبها من قبل جمهور الكرة عندها في الوقت الذي غصت فيه ملاعبنا بجمهورنا الكريم الذي بات يعشق الساحرة المستديرة ويتغنى بحب فرقنا العريقة أمثال الزوراء والقوة الجوية والشرطة وغيرها من الفرق الجماهيرية الكبيرة.