التخطيط في الرياضة

الرياضة 2022/03/09
...

علي حنون
فِي أنحاء المعمورة، يقف الجميع على حقيقة تعكسها الأبعاد الثلاثية، التي تبلغها المساعي المبذولة والتي يُراد منها ولها أن تكون رأس الرمح في النتيجة المطلوبة من وراء التخطيط، ولأننا جُبلنا على سلك سبيل مُغاير لا يستند في كل مدياته إلى تخطيط حقيقي، فإننا سنبقى وفق ذلك غير مُؤهلين لإصابة ما نبتغي من نجاح، وحتى لو كان لنا بلوغ حلقات من الفلاح في قطاع ما، فإنها بكل تأكيد لن تكون مُسايرة لحجم التطلعات. ورغم العديد من آيات البيان، التي تحققت بفضل حنكة الآخرين من حولنا بصدد التمهيد لمسيرة أي فعالية رياضية عبر وضع سبيل للإعداد الأمثل مرورا بجميع محطات التأهب، فان هذه الحلقة لم تشفع للقائمين على المسؤولية عندنا الإفادة من التجارب المُتقدمة في العالم وفي مختلف الضروب ومنها الشأن الرياضي، الذي فيه مُرادنا وغايتنا من وراء خوضنا في هذا الموضوع.
الأمر لدينا، وكما صار لنا غير برهان يُسنده، يتعلق بالمناسبات، فنحن غالبا ما نكتفي بالاستعداد للمُنافسات قبيل انطلاقتها بفترة زمنية غير كافية وغالبا لا تتعدى الأيام وكان الحال يبدأ وينتهي بانتهاء الاستحقاق هذا، لذلك لم نرتج من المسؤولين وعبر تشكيلات الإدارات المُتعاقبة لجل الاتحادات الرياضية، الإتيان بفلسفة عمل ترنو بنظرتها الثاقبة إلى البعيد القريب من الزمن طالما كانت الاجتهادات المبنية على مصلحة الوجود الآني هي السمة الغالبة وهي اللغة المُشتركة، التي تقود حوار العمل بين أعضاء الإدارة..وإذا أردنا الوقوف على النجاحات، التي طالتها عدد من منتخبات دول المنطقة في الفعاليات المُختلفة خلال السنوات القليلة الماضية، فان الأمر لن يكون عسيرا علينا لحصر القفزات التي تحققت لرياضتها في زاوية التخطيط السليم وبعيد المدى، الذي تصدى له مُختصون وأكاديميون، حتى أن المُتوفر من البراهين تُؤكد أن بين دول الخليج هنالك عراقيون خططوا وأسسوا للانطلاقات الإيجابية لمنتخباتها سواء في فعالية كرة القدم أو غيرها من الألعاب.
واليقين أن الوجوه، التي تتقدم ركب المسؤولية عندنا، يُدركون ذلك وأيضا يقفون على إيجابية الاعتماد على البرمجة المُسبقة لمُجمل حلقات الإعداد، لكن الغريب في الأمر هو إصرار من بيدهم القرار على  البقاء في كنف النظرة المحدودة للمتعلقات الفنية مع أن جُلّهم عندما يأتي بتصريح فانه يُشير فيه إلى أهمية الاستفادة من دروس الأخطاء الفائتة والأهمية التي تقف عليها موضوعة إعداد برامج مُسبقة تأخذ في سبيلها مختلف محطات الإعداد والتأهب للقادم من المنافسات الخارجية. وبين النظري، الذي تعلنه تصريحات المسؤولين وبين الواقع، الذي يتواجد في باحة سلوكهم المهني، فان الحيرة تكون حاضرة باستمرار ومعها تتقدم العديد من علامات الاستفهام.
ما يهمنا، كمُتابعين ومعنيين، هو أن يأتي أهل الشأن الرياضي على القرار السليم في كُل خطوة، وأن تكون الإدارة، التي تتصدى لدفة القيادة، مُؤهلة لرسم سياسة إعداد حقيقي وأمثل لمنتخباتنا الوطنية في مختلف الفعاليات وقبل فترات مُناسبة ولتكن موسومة بالأعوام، وعبر الاستعانة بمن لهم الخبرة والدراية في جانب التخطيط بعيد المدى، لطالما كان في هذا الإجراء الملاذ الأفضل لإصابة الخطوات الإيجابية في المسيرة وتحقيق النتائج المطلوبة، التي نتطلع جميعا لأن تكون خاتمة لحضور تشكيلاتنا في مُقابلاتها الدولية.