التجارب تعلمنا

اسرة ومجتمع 2022/03/11
...

سعاد البياتي 
قد يتبادر إلى أذهاننا سؤال احتمالي عن المثالية في حياتنا، لماذا لا نعيش حياة مثالية؟ لماذا لا تكون لحظات السعادة والنجاح والطمأنينة سارية طوال الوقت؟.
الجواب بسيط جداً، ومن وجهة نظري ستكون الحياة مملة وغير جادة وقد ينقصنا التفكير في التجارب الناجحة بعد الفشل، ولن يكون لحياتنا معنى أو إحساس بقيمة المواقف والأشياء، وسنعيش على هوامش باردة وغير ذات مكانة في تجاربنا التي تستحق التفكير العميق، لن نستطيع أن نشعر بقيمة الأشخاص، واللحظات، والمواقف، والتحديات، والمشاعر فيها غير مكتملة الجوانب أو الأركان، لأنها ستتجه نحو نمط واحد لا غير!. 
ولعل الحكمة من عدم وجود حياة غاية في التكامل هو أن نظل نحلم ونأمل ونفكر في تحديات الزمن ومواجهة صعوباته لحتمية الوصول إليها، والتي بالسعي نحوها نجد ذواتنا وندرك قيمتنا وتصبح لحياتنا قيمة ومعنى.. لذا فالفشل في التجارب يوصلنا إلى متعة النجاح، والشعور بالحزن يعلمنا قيمة الفرح، والظلام يجعلنا ندرك أهمية النور، كما أن المرض يمنحنا درساً في نعمة الصحة والعافية وهكذا هي الثنائيات التي تعلمنا المثالية حتى في الأخلاق والدين.
فالجميع يحلم بأن يعيش حياة خالية من المشكلات، لكن نادراً ما يتمكن أحد من تحقيق ذلك، لأن الظروف القاسية والمعاناة اليومية تفقدنا السيطرة على حياتنا لتتركنا تحت رحمة الأقدار، فكل إنسان لديه القابلية والسلوك السوي والقدرة أن يعمل ويجتهد ويحقق أهدافه في الحياة كما شاء ويشاء الله عز وجل، و الأمثلة عديدة لأسماء وشخصيات فاعلة في المجتمع وفي جميع المجالات بين الشرق والغرب، حققت المثالية في حياتها بكل فخر وتمكنت من الوصول إلى أسمى مراقي النجاح، ولعل ما سقناه في بداية حديثنا في التركيز عن إحياء الفرح طوال الوقت، هو أنه لا يكون كذلك إلا بوجود الحلو والمر، الفرح والحزن، وغيرها العديد من المعاكسات للعيش بصورة أجمل وأكمل، ولولا وجودها في حياتنا لكان العيش غير ممكن، والمهم من ذلك كله أننا أردنا أن نبين أهمية وجود التجارب والتي تكتمل معنا حينما تعلمنا دروساً وعبراً.